في ظل موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد، حذّر الدكتور جمال شعبان، أستاذ أمراض القلب وعميد معهد القلب الأسبق، من خطورة ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها المباشر على الصحة العامة، خاصة مع تصاعد التحذيرات من خبراء الأرصاد الجوية والمناخ بشأن الأيام القادمة التي من المتوقع أن تكون أكثر حرارة ورطوبة واختناقًا.
موجات الحرارة تشكل خطرا كبيرا
وأوضح الدكتور جمال أن موجات الحر لم تعد مجرد ظاهرة موسمية، بل أصبحت خطرًا متزايدًا بفعل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وهو ما تحدث عنه المفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود في تفسيره لقوله تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس”، مؤكدًا أن اضطراب المناخ ناتج عن تدخلات بشرية غير محسوبة أخلّت بالفطرة الكونية.
وأشار إلى أن موجات الحر، تمامًا مثل الشتاء، قد تكون سببًا في الجلطات، وليس كما يعتقد البعض أن الشتاء وحده هو موسمها.
اقرأ أيضا: توقف القلب المفاجئ.. كيف تنقذ حياة شخص في أول دقيقتين؟
تغيير مواعيد العمل
وقدم الدكتور جمال مجموعة من التوصيات الوقائية المهمة، أبرزها الدعوة لإعادة النظر في مواعيد العمل الرسمية لتجنب التعرض لفترات الذروة.
واقترح أن يكون العمل في شيفت صباحي يبدأ من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، كما شدد على أهمية ارتداء غطاء الرأس كالكاب أو الشمسية عند العمل في المواقع أو المناطق المكشوفة، وشرب الماء البارد (غير المثلج) بانتظام لتجنب الجفاف والجلطات.
وحذر من شرب الماء المثلج خاصة بعد التمارين أو في حالات الإجهاد الحراري، لما له من تأثيرات سلبية مثل التهاب الحلق واضطراب العصب الحائر المسؤول عن تنظيم كهرباء القلب.
أهمية تناول الفواكه الصيفية
كما أشار إلى أهمية تناول الفواكه الصيفية مثل البطيخ والمشمش والخوخ، لما تحتويه من كميات كبيرة من الماء والمواد المضادة للأكسدة مثل “الليكوبين” التي تقلل من فرص الإصابة بالجلطات، مؤكدًا أيضًا أن البطيخ يحتوي على عناصر غذائية تدعم الصحة الجنسية، خصوصًا في الجزء الأبيض القريب من القشرة.
ونبّه إلى ضرورة الابتعاد عن الأطعمة الحارة والمشروبات الغازية، واستبدالها بالعصائر الطبيعية والماء، وارتداء ملابس قطنية أو من الكتان لتقليل الإحساس بالحرارة والرطوبة.
وختم بنصيحة مهمة تتعلق بجودة النسيج المستخدم في الملابس، حيث أوصى بالأنسجة الطبيعية التي تسمح للبشرة بالتنفس، وتجنب الأقمشة الصناعية التي تحبس الحرارة وتزيد من الشعور بالاختناق.