وضع الشرع الإسلامي الحنيف مجموعة من الشروط التي يجب توافرها في ماء الوضوء والغسل، وذلك لضمان طهوره، وصلاحيته لأداء تلك عبادة الصلاة التي هي أجل العبادات عند الله سبحانه وتعالى. وحول هذه الشروط يتساءل البعض حول حكم الوضوء من مياه البحر المالح، وخاصة لمن يسافرون لمسافات طويلة عبر البحار.
وقد أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل، مؤيداً إجابته بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم.
هل يجوز الوضوء من مياه البحر المالح؟
وأوضح أمين الفتوى محمد كمال عبر برنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر قناة الناس، أن حكم الوضوء من مياه البحر المالح، يتلخص: بنعم يجوز الوضوء من مياه البحر المالح، مؤيداً قوله بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم حينما جاء إليه بعض الصحابة، فقال له يا رسول الله نحن نركب البحر ومعنا مياه عذبة قليله، لو توضأنا منها سوف نعطش، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلّم: «هو الطهور ماؤه الحل ميتة».
ويأتي نص الحديث بتمامه، أنه ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجلٌ رسولَ الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إنا نركبُ البحر، ونحمل معنا القليلَ من الماء، فإن توضَّأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسولُ الله ﷺ: هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتته. رواه الخمسةُ، وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
اقرأ أيضا: هل التنازل عن الحق يعد تغييرا للحكم الشرعي؟.. أمين الفتوى يوضح
هل يجوز الغسل من مياه البحر المالح؟
وأضاف محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن غسل الجنابة من مياه البحر المالح يجوز أيضا ولا حرج فيه، معللاً قوله بأن هذه الملوحة من أصل الماء فلا تؤثر في الماء، وبالتالي الوضوء والغسل كل منهما يجوز من مياه البحر المالح.
