يردد الكثير من الناس خلال مواسم الأعياد، أن العيد لم يعد مثل «زمان»، فالفرحة لم تعد هي الفرحة، والشعور بالعيد وأجوائه الطيبة لم تعد كما كانت من قبل، فما سبب ذلك الشعور؟.
لماذا لا نشعر بفرحة العيد مثل زمان
الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أكد أن سبب الشعور بعد الفرح بالعيد، يرجع في الغالب إلى أننا كلما نكبر في السن نظن أن العيد ليس لنا بل هو للأطفال؛ مما يمنع عنا الفرحة، مضيفا: “الفرح في الأعياد ليس حكرًا على الأطفال، بل هو حق وواجب على الكبار أيضًا.. فالفرحة قرار، وهناك من يعتقد أنه لا يجوز له أن يفرح لأنه كبر في السن، أو لأن العيد للأطفال فقط، وهذا مفهوم خاطئ”.
اقرأ أيضا: لماذا أوصى النبي بـ التكبير في العيد وما هو معناه؟.. فلسفة إيمانية
وأوضح المهدي في حديثه عبر قناة “الناس”، أن الأعياد في الإسلام مواسم للفرح والسعادة، وهي هدايا إلهية يجب أن تُستقبل بامتنان، مؤكدًا أن الامتناع عن الفرح في العيد يُشبه ردّ هدية من الله.
وأضاف: “ربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾.. فحتى كلمة الفرح ذُكرت في القرآن”.
وأشار إلى أن بعض الناس يتحججون بالظروف الاقتصادية أو الامتحانات أو الأوضاع السياسية الصعبة، مثل ما يحدث في غزة، للامتناع عن الفرح، لكنه شدد على أن تلك الظروف لا تُلغي وجوب استقبال العيد بالفرحة والبهجة.
العيد هدية من الله بعد مواسم العبادة
وتابع: “العيد هدية من الله بعد موسم من العبادة؛ فعيد الفطر يأتي بعد صيام رمضان، وعيد الأضحى بعد عشر ذي الحجة، وكأنها مكافأة على الطاعة، فمن غير المعقول ألا نستقبل هذه المكافأة بالفرح”.
اقرأ أيضا: ما هي أيام التشريق ولماذا سُميت بهذا الاسم؟.. اعرف فضلها
وأكد المهدي أهمية الفرح نفسيًا، قائلًا: “الناس طول السنة في هموم وأحزان وضغوط.. مش كتير لو نقرر نخرج من الحالة دي يومين أو ثلاثة، نفرح ونغيّر البرنامج، نفصل، لأن الحياة مليئة بالمنغصات، والعيد من أهم الملطفات”.
الفرحة ليست عيبا على الكبار
ووجه دعوة خاصة للكبار، قائلًا: “الفرحة مش عيب للكبار، بل الكبار محتاجينها أكتر، لأنهم أكثر عرضة للمعاناة.. ومن حقهم يعيشوا الفرح مثلهم مثل غيرهم.”
واختتم حديثه برسالة بليغة: “الهدايا الإلهية لا تُرد.. فلنفرح بالعيد، لأنه واجب إنساني وشرعي ونفسي”.