حيي العالم اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز (4 يونيو 1946)، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.
انطلاقة محمود عبد العزيز
ولد الفنان محمود عبد العزيز في حي الورديان بالإسكندرية لعائلة متوسطة، وتخرج من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، مع ذلك، غلب شغفه بالفن على اهتمامه بالزراعة، فاتجه إليه عبر الانضمام لفريق المسرح الجامعي.
وبرع محمود عبد العزيز دراسيًا، متحصلًا على ماجستير في سمّ عسل النحل، لكن شغفه بالتمثيل، الذي بدأه في فريق مسرح كلية الزراعة، هيمن على مسيرته. اكتشفه المخرج نور الدمرداش هناك، مُختارًا إياه لمسلسل «كلاب الحراسة» بأجر متواضع (4 جنيهات)، إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت مع مسلسل «الدوامة» أمام محمود يس ونيللي.
وبدأ محمود عبد العزيز مسيرته الفنية في أواخر السبعينيات، سريعًا ما برزت موهبته من خلال أدوار متنوعة ومميزة، فبالرغم من شهرته بدور «جان» في أفلام تلك الحقبة، أثبت براعته وقدرته على تجاوز هذا النمط، مقدمًا شخصيات متعددة ومتنوعة بنفس النجاح الباهر.
وتميز محمود عبد العزيز بقدرته على تجاوز أدواره المبكرة، متخطيًا تصنيفه كممثل كوميدي ليثبت نفسه كفنان شامل، يُتقن تقديم الأدوار الكوميدية والتراجيدية على حدٍ سواء، محققًا نجاحًا باهرًا في كل منها.
وبرع محمود عبد العزيز في التنقل بسلاسة بين الأدوار المتنوعة، ما جعله نجمًا كبيرًا في مصر والعالم العربي، محققًا شعبية واسعة، تميزت شخصياته بالعمق والتعقيد، تاركةً أثرًا عميقًا في قلوب المشاهدين.
أدوار محمود عبد العزيز
ولعب محمود عبد العزيز أدوارًا محورية في العديد من الأفلام المصرية الناجحة التي رسخت مكانته كواحد من أهم نجوم السينما المصرية، ومن أبرز هذه الأعمال فيلم «حتى آخر العمر» حيث جسّد دور الطيار الوسيم، وفيلم «الكيت كات» الذي أظهر براعته في الكوميديا، بالإضافة إلى فيلم «الكيف».
وبرزت موهبة محمود عبد العزيز الغنائية في العديد من أفلامه، ففي فيلم «الكيف» لعلي عبد الخالق، جسّد دور مطرب أفراح شعبي يطمح للشهرة، مقدمًا أغاني ساخرة مميزة كـ«يا حلو بانت لبتك» و«الكيمى كيمى كا»، كما تألق غنائياً في فيلم «الكيت كات» بأغاني مثل «يا صهبجية» و«يلا بينا تعالوا»، بالإضافة إلى مونولوجات شهيرة كـ«الهاشا باشا تاكا» لشكوكو.
ولم يقتصر تألق محمود عبد العزيز على السينما، بل امتدّ إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدم أدوارًا مميزةً ومتنوعةً، أبرزها دوره في مسلسلي «رأفت الهجان» و«جبل الحلال»، مُتواصلًا في تقديم أعمال مميزة حتى آخر أعماله «رأس الغول» في رمضان 2016، قبل رحيله بفترة قصيرة.
وإضافةً لأعماله السينمائية والتلفزيونية المعروفة، شارك محمود عبد العزيز في أعمال درامية أخرى، منها «الجنتل» و«جري الوحوش».
وتوفي الفنان محمود عبد العزيز يوم السبت 12 نوفمبر 2016، عن عمر يناهز 70 عامًا، بعد صراع مع المرض، ودُفن بمقابر أم جبيبة بالورديان، بالقرب من منزل طفولته.
