تُعدّ أهرامات الجيزة الشهيرة بالفعل أحد أعظم ألغاز العالم، وفي الشهر الماضي، ازداد اللغز تعقيدًا عندما أعلن فريق من العلماء الإيطاليين اكتشافهم مدينة تحت أهرامات الجيزة شاسعة تمتد آلاف الأقدام باستخدام رادار يخترق باطن الأرض، إذ أفادت التقارير أن العلماء اكتشفوا أعمدةً وغرفًا ضخمة مخفية تحت هرم خفرع.
نظرية وجود مدينة تحت أهرامات الجيزة تعود للواجهة
أعاد هذا البحث المثير للجدل، الذي لم يُراجعه الأقران أو يُنشر في مجلة علمية بعد، إشعال نظرية هامشية مفادها أن حضارة مفقودة ربما كان لها دور في بناء الأهرامات، حيث لطالما افترض مؤرخون كثيرون مثل غراهام هانكوك أن مجتمعًا متقدمًا للغاية من عصور ما قبل التاريخ اندثر بسبب كارثة عالمية ربما ناجمة عن اصطدام مذنب بالأرض قبل حوالي 12800 عام.
وفقًا لهذه النظرية، محت الفيضانات والفوضى الناتجة معظم آثار هذه الحضارة، التي نقل ناجوها معارفهم في علم الفلك والهندسة والعمارة المقدسة إلى ثقافات لاحقة، بما في ذلك المصريون القدماء، والآن، وفي تطور جديد، يقول جيولوجي بارز إن هناك أدلة جيولوجية على أن مصر ربما تكون قد شهدت بالفعل فيضانات كارثية مرتبطة بحادثة المذنب تلك.
صرح الدكتور جيمس كينيت، الجيولوجي بجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا وأحد أبرز مؤيدي فرضية اصطدام المذنب، لـ«ديلي ميل» أنه إذا ضرب مذنب تلك المنطقة، من الممكن أن يتسبب في فيضانات هائلة من البحر الأبيض المتوسط ونهر النيل، مما قد يغمر أجزاءً من مصر القديمة، وتتوافق قصة الطوفان بشكل مدهش مع الأساطير المصرية القديمة، ويشير أندرو كولينز، الباحث في حضارات ما قبل التاريخ، إلى أن النقوش الهيروغليفية على جدران معبد إدفو الواقع على بُعد حوالي 780 ميلاً جنوب الجيزة تشير إلى فيضان مدمر قضى على حضارة غامضة تُعرف باسم «الحضارات الأقدم».
أدلة على وجود مدينة تحت أهرامات الجيزة
وفقًا لكولينز، تصف نقوش المعبد المعروفة باسم نصوص بناء إدفو منطقة مقدسة في منطقة الجيزة دمرها ثعبان عدو أغرق العالم في ظلام دامس وأغرق الأرض بطوفان عظيم، ويعتقد كولينز أن الثعبان العدو قد يكون استعارة لمذنب، نظرًا لاستخدام الثقافات القديمة لهذا المخلوق لترمز إلى الأحداث السماوية.
يُوصف الثعبان في نصوص إدفو بأنه قوة مدمرة تُزعزع استقرار الجزيرة البدائية، ويرتبط أحيانًا بقفزة عظيمة أو حدث مفاجئ وفوضوي، وقال كولينز «يصف النص تخزينهم للأشياء المقدسة في هيكل تحت الأرض يُسمى العالم السفلي للروح، أنا متأكد من أن هذا يتعلق بمنظومة كهوف الجيزة وأي هياكل قد تحتوي عليها».
على الرغم من رفض تفسيرات كولينز على نطاق واسع من قبل علماء المصريات، إلا أنه وهانكوك يجادلان بأن «جزيرة الخلق» الأسطورية المذكورة في النصوص قد ترمز إلى حضارة ضائعة منذ زمن طويل في الجيزة، وهي موطن مقدس دُمر في كارثة وخُلّد لاحقًا في الأساطير، ومع ذلك، يردّ علماء المصريات بأن نقوش إدفو رمزية، وأنه لا توجد إشارة مباشرة إلى الجيزة نفسها، ويفسرون النصوص على أنها أسطورية.
فيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا، وعالم المصريات أرماندو مي، وكورادو مالانجا من جامعة بيزا الإيطالية، هم من زعموا اكتشاف مدينة تحت أهرامات الجيزة، حيث باستخدام نبضات الرادار يدّعي الفريق أنهم رسموا خريطة لأكثر من 4000 قدم من الفضاء الجوفي، مما قد يُعيد كتابة تاريخ أحد أشهر المواقع الأثرية في العالم، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت نتائجهم ستصمد أمام التدقيق الأكاديمي.