يُخلّد الرابع من مايو ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة الراحلة زينات صدقي، صاحبة المسيرة الفنية الخالدة التي تجاوزت 400 فيلم سينمائي.
وقد كانت زينات صدقي مغنية في فرقة فنية عندما لفتت نظر الفنان نجيب الريحاني الذي عرض عليها الاشتراك في إحدى مسرحياته.
صعوبات في بداية المشوار الفني
واجهت زينات صدقي صعوبات جمة في بداية مشوارها الفني، فأسرتها كانت ترفض دخولها هذا المجال، معتبرة إياه غير مناسب لفتاة في ذلك الزمن. لكنّ عشقها للتمثيل، دفعها للتغلب على هذه المعارضة الشديدة والالتحاق بمعهد أنصار التمثيل والخيالة الذي أسسه زكي طليمات.
ولم تكن مسيرة زينات صدقي الفنية مفروشة بالورود، فقد قُطعت دراستها بزواج قسري لم يدم سوى عامًا واحدًا، لكنها عادت إلى عالم الفن بإصرارٍ أكبر، بدءًا من الغناء مع فرق موسيقية، حتى لُقِيَتْ بنجيب الريحاني الذي أطلق موهبتها على خشبة المسرح، مُهديًا إياها طريق النجومية.
ولكن مسيرة زينات صدقي توقفت بسبب الزواج القسري الذي لم يدم سوى عامًا واحدًا، إلا أنها سرعان ما عادت لتستعيد مسارها، فبدأت مشوارها من جديد كمطربة، حتى أضاءت موهبتها نجيب الريحاني على خشبة المسرح، مُكرسةً لها مكانةً رفيعةً في عالم الفن.
بعض أعمال زينات صدقي
شاركت زينات صدقي في إثراء السينما المصرية بأعمال خالدة مثل «ممنوع الحب» و«غزل البنات»، وذلك بالتعاون مع نخبة من كبار النجوم منهم فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ.
وحققت أيضًا نجاحًا باهرًا من خلال ثنائيها الكوميدي المميز مع إسماعيل ياسين، والذي قدم العديد من الأفلام الشهيرة، من بينها «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين»، و«ابن حميدو»، و«الآنسة حنفي»، وقد برزت في هذه الأعمال بتجسيدها لدور المرأة المصرية البسيطة والمرحّة، ما رسّخ مكانتها كرمز من رموز الكوميديا في السينما المصرية.
وخفتت أضواء الشهرة عن زينات صدقي في سنينها الأخيرة، لكنّ ذكرياتها مع أهل الثقافة والأدب بقيت متوهجة في الكواليس والمجالس، شاهدةً على زمنٍ رحل حيث كان الضحك رفيقًا للثقافة.
تكريم الرئيس السادات لزينات صدقي
حظيت الفنانة زينات صدقي، المعروفة بأدائها الكوميدي المتميز، بتكريمٍ من الرئيس الراحل أنور السادات، حيث مُنحت شهادة جدارة ومعاشًا استثنائيًا.
ورحلت «صدقي» عن عالمنا في الثاني من مارس 1978 بالقاهرة، مخلفةً وراءها إرثًا فنيًا غنيًا سيظل خالدًا في ذاكرة السينما المصرية والعربية.