تقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب المصري، بسؤال رسمي موجه إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الاتصالات، حول انتشار لعبة روبلوكس بين الأطفال والمراهقين في مصر، والمخاطر المتعددة التي قد تنجم عنها، مطالبًا بالكشف عن الإجراءات الحكومية المتخذة للحد من آثارها السلبية.
مخاطر لعبة روبلوكس
في سؤاله، أشار النائب إلى أن اللعبة التي تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال والمراهقين في مصر، تشكل تهديدات عديدة تشمل المخاطر الأمنية، حيث يتواصل الأطفال مع غرباء عبر المنصات التفاعلية داخل اللعبة، ما يعرضهم لمخاطر التحرش والاستغلال.
كما أشار النائب إلى المخاطر المالية وعمليات الشراء داخل اللعبة، التي تكون غير مراقبة في كثير من الأحيان، مما قد يؤدي إلى إنفاق غير محسوب من قبل الأطفال دون وعي أولياء الأمور، بالإضافة إلى المخاطر النفسية والاجتماعية التي تتعلق بإدمان اللعبة وتأثيرها على السلوكيات والصحة النفسية للأطفال، حيث تشجع بعض آليات اللعبة على قضاء وقت طويل مما ينعكس سلبًا على الدراسة والحياة الاجتماعية، ذلك كله بجانب انتهاك الخصوصية عبر جمع بيانات المستخدمين من الأطفال دون وعي كافٍ منهم أو من ذويهم.
مطالب برلمانية واضحة
,طالب النائب بتوضيح الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والصحة، للحد من هذه المخاطر، وحماية الأطفال من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية المنتشرة.
كما تساءل عن وجود آليات رقابية فعّالة لمراقبة المحتوى الموجه للأطفال، والإجراءات التوعوية التي تُقدم لأولياء الأمور والمدارس حول كيفية التعامل مع هذه الألعاب، بالإضافة إلى التعاون مع شركات التقنية لضمان تطبيق معايير الحماية والخصوصية في النسخ الموجهة للمستخدمين المصريين.
“روبلوكس” لعبة جاذبة لكنها محفوفة بالمخاطر
تُعتبر لعبة روبلوكس منصة ألعاب إلكترونية تتيح للأطفال من جميع الأعمار تنزيل الألعاب واللعب عليها بسهولة، كما توفر أدوات إبداعية وألعابًا مجانية تجذب اللاعبين الصغار بشكل خاص، إلا أن خبراء تربويين يحذرون من أن اللعبة ليست مناسبة للأطفال الصغار بشكل مطلق، خاصة عند الإفراط في استخدامها أو عند دخول الأطفال إلى محتوى أو تفاعلات اجتماعية لا تتناسب مع نضجهم.
بحسب ما ورد في كتاب “التربية في عالم التكنولوجيا”، وكذلك في تقارير موقع Parents، تم تصميم بعض الأنشطة داخل “روبلوكس” بهدف إبقاء المستخدمين أطول وقت ممكن، ما قد يؤدي إلى إدمان اللعبة.
المحتوى غير المناسب والتفاعلات الخطرة
على الرغم من وجود محتوى كبير مناسب للأطفال، إلا أن هناك ألعابًا ضمن المنصة تتضمن مشاهد عنف معتدل مثل إطلاق النار أو الحروب، وألعاب رعب ومشاهد مخيفة، كما أن بها علاقات رومانسية وشخصيات ذات محتوى جنسي ضمن اللعبة.
تفرض الشركة قيودًا عمرية على بعض الألعاب، حيث يُسمح للأطفال تحت 8 سنوات فقط بالوصول إلى المحتوى الخفيف، ويتطلب محتوى متوسط العمر موافقة الوالدين عبر البريد الإلكتروني، لكن الأطفال يمكنهم تجاوز هذه القيود باستخدام أعمار مزيفة عند التسجيل.
كما أن التفاعلات بين المستخدمين تشكل خطرًا أمنيًا، إذ يمكن أن يتواصل الأطفال مع بالغين قد يكونون متحرشين أو يستغلونهم، رغم وجود قيود على الدردشة الخاصة للأطفال دون 12 عامًا، وفلاتر مراقبة صارمة.
دور الأهل والمجتمع في الحماية
يشدد الخبراء على ضرورة وعي الأهل والمربين بالمخاطر، وعدم السماح للأطفال بالانخراط في الألعاب لفترات طويلة، ومراقبة المحتوى الذي يتعرضون له، فضلاً عن تفعيل برامج توعية في المدارس.
التحرك البرلماني لمراجعة قضية لعبة روبلوكس يأتي في وقت تزداد فيه أهمية حماية الأطفال من مخاطر الألعاب الإلكترونية غير المنظمة، خاصة في ظل التطور السريع للتكنولوجيا وانتشارها بين الفئات العمرية الصغيرة.