• Home  
  • أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام.. قصة الشيخ الطاهر بن عاشور
- أخبار

أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام.. قصة الشيخ الطاهر بن عاشور

أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام، واحدة من الخطب التي ألقاها الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (1879 – 1973)، وهو من أبرز علماء تونس في القرن العشرين، ومفتي ديارها وشيخ جامع الزيتونة الأعظم، عُرف بجرأته في قول الحق ومواقفه الصلبة في مواجهة الاحتلال الفرنسي، ثم الرئيس بورقيبة الذي أبعده عن الخطابة والقضاء، غير أنه واصل […]

الطاهر بن عاشور

أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام، واحدة من الخطب التي ألقاها الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (1879 – 1973)، وهو من أبرز علماء تونس في القرن العشرين، ومفتي ديارها وشيخ جامع الزيتونة الأعظم، عُرف بجرأته في قول الحق ومواقفه الصلبة في مواجهة الاحتلال الفرنسي، ثم الرئيس بورقيبة الذي أبعده عن الخطابة والقضاء، غير أنه واصل رسالته في نشر العلم حتى بعد استقلال البلاد.

شيخ الزيتونة وموقفه من التبرج

ظل ابن عاشور على رأس علماء البلاد رغم توتر علاقته بالنظام الجديد بقيادة الحبيب بورقيبة، الذي شن حملة ضد مظاهر التدين شملت منع الحجاب رسميًا، وكان الشيخ، وهو في طريقه إلى الجامع الأعظم، يشاهد مظاهر التبرج في أسواق المدينة العتيقة، وهو ما أثار غيرته على الدين وقيم المجتمع.

أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام

في يوم مشهود، صعد الشيخ ابن عاشور منبر جامع الزيتونة، فبدأ خطبته بالحمد والثناء على رسول الله ﷺ، ثم التفت إلى المصلين قائلاً:

“نساءُكم يتجولن متبرجات في الأسواق”.

كررها مرة أخرى، ثم جلس، وعندما قام للخطبة الثانية قال:

“لا خير في صلاتكم ونساؤكم عرايا. أقم الصلاة”.

بهذه الكلمات القليلة أنهى الشيخ خطبته، التي اعتُبرت أقصر خطبة جمعة في تاريخ الإسلام.

محمد الطاهر بن عاشور

رسالة أبعد من الإيجاز

لم يكن القصد الإيجاز في ذاته، بل أراد الشيخ تنبيه الرجال وتحذيرهم من خطورة التطبع مع أنماط دخيلة على المجتمع، مؤكدًا أن العبادة لا تكتمل إن خلت من قيم الأخلاق والحياء.

وهكذا، بقيت تلك الخطبة القصيرة علامة فارقة في تاريخ جامع الزيتونة، وشاهدة على جرأة عالم جليل لم تمنعه الضغوط السياسية ولا تقلبات الزمان من قول كلمة الحق.

شاهد القصة بالفيديو

لمزيد من التفاصيل حول القصة، يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو على يوتيوب:

اضغط هنـــــــــا لمشاهدة الفيديو على يوتيوب

عن حياة الشيخ ابن عاشور

وُلد العلامة المفسر محمد الطاهر بن عاشور سنة 1879م في تونس، في أسرة علمية عريقة، فشبّ محبًا للعلم متفوقًا في علوم الشريعة واللغة والأدب، وكان يتقن الفرنسية إلى جانب العربية. تقلّد مناصب رفيعة مثل التدريس والقضاء والإفتاء، حتى عُيّن شيخًا لجامع الزيتونة، فكان رمزًا للعلم والفكر في تونس والعالم الإسلامي.

اقرأ أيضا: كيف فتح صلاح الدين القدس بعد 92 سنة من الاحتلال الصليبي؟.. فيديو

مؤلفاته وإرثه العلمي

خلّف ابن عاشور عشرات الكتب النافعة التي لا تزال مرجعًا للباحثين، من أبرزها: “التحرير والتنوير” في التفسير، و”مقاصد الشريعة الإسلامية”، و”كشف المغطا”، و”أصول الإنشاء والخطابة”، وغيرها. ويُعد كتابه التحرير والتنوير ثمرة أربعين عامًا من البحث والتأمل في معاني القرآن، جمع فيه بين دقة اللغة وروح البلاغة والفقه المقاصدي.

محمد الطاهر بن عاشور

مكانته عند العلماء

نال الشيخ تقدير كبار العلماء في عصره، فقال عنه صديقه الشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الجامع الأزهر: “له فصاحة منطق وبراعة بيان، ويضيف إلى غزارة العلم قوة النظر، وصفاء الذوق، وسعة الاطلاع… وبالإجمال، ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم”.

ووصفه العلامة محمد البشير الإبراهيمي بأنه: “إمام متبحر في العلوم الإسلامية، مستقل في الاستدلال، واسع الاطلاع، نافذ البصيرة، خرّجت عليه طبقات ممتازة في التحقيق العلمي”.

وفاته وإرثه الباقي

توفي ابن عاشور في تونس عام 1973 عن عمر ناهز 98 عامًا، بعد حياة حافلة بالعلم والتعليم والجهاد بالكلمة، تاركًا للأمة إرثًا علميًا وفكريًا باقٍ يتوارثه طلاب العلم والباحثون.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025