تمت لقاءات مكثفة اليوم في البيت الأبيض، حيث استقبل الرئيس دونالد ترامب مجموعة من القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
هذا الحدث يمثل تطورًا مهمًا في المشهد الدبلوماسي العالمي، ويمكن تحليله من عدة زوايا:
1. المبادرة الأمريكية وتغيير الديناميكيات:
* يسعى ترامب بوضوح إلى لعب دور الوسيط الرئيسي في النزاع، وهو ما يظهر من خلال تأكيده على إمكانية إبرام اتفاق سلام قريب، هذه المبادرة تضع واشنطن في موقع القيادة، محاولةً دفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات.
* تكمن إحدى النقاط الرئيسية في المقترح الأمريكي في فكرة عقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وزيلينسكي وبوتين، هذه الفكرة، التي أعلن ترامب بدء الترتيب لها، تشير إلى رغبة أمريكية في التوصل إلى “سلام شامل” وليس مجرد وقف لإطلاق النار.
2. الموقف الأوروبي الموحد والمتحفظ:
* حضور قادة أوروبيين بارزين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، يظهر محاولة أوروبية للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وتوحيد الموقف تجاه الأزمة الأوكرانية.
* في حين أعرب القادة الأوروبيون عن دعمهم للجهود الدبلوماسية الأمريكية، إلا أن هناك تباينات واضحة، فبعض القادة أكدوا على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى للمفاوضات، وهو موقف يخالف طرح ترامب الذي يرى أنه ليس ضروريًا.
* تأكيد ماكرون على ضرورة مشاركة أوروبا في المناقشات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا يعكس رغبة أوروبية في عدم تهميش دورها في تحديد مستقبل القارة.
اقرأ أيضًا:
شيرين النجار تكتب: قمة ترامب وبوتين.. تحالف الرموز على حساب أوكرانيا
3. التحديات والمخاوف الأوكرانية:
* يأتي لقاء زيلينسكي مع ترامب والقادة الأوروبيين في ظل مخاوف أوكرانية من أن تؤدي الجهود الأمريكية إلى “سلام على حساب أوكرانيا”.
* تطرق زيلينسكي إلى أهمية “الضمانات الأمنية” لأوكرانيا، معتبراً أنها القضية الأهم، وهذا يظهر قلقه من أن أي اتفاق سلام قد لا يوفر لبلاده الحماية الكافية من عدوان مستقبلي.
* قبول زيلينسكي لفكرة مناقشة “قضية الأراضي” في الاجتماع الثلاثي مع بوتين قد يشير إلى مرونة أوكرانية جديدة، أو قد يكون محاولة لاستيعاب المبادرة الأمريكية والدخول في المفاوضات من موقع قوة.
4. التأثير على حلف الناتو:
* تأكيد ترامب على أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يجب أن تكون “خارج إطار حلف الناتو” يعكس موقفه المعروف من الحلف، ورغبته في إيجاد حل خارج إطاره التقليدي.
* حضور الأمين العام للناتو في الاجتماع يعكس أهمية الموضوع بالنسبة للحلف، ومحاولة الناتو للتأقلم مع السياسات الأمريكية الجديدة.
بشكل عام، يمكن القول إن هذه الاجتماعات تمثل نقطة تحول محتملة في مسار الأزمة الأوكرانية، بينما توحي أجواء الاجتماعات بإمكانية إحراز تقدم دبلوماسي، فإن التباينات الواضحة في المواقف بين الأطراف، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وقضية الأراضي والضمانات الأمنية، تشير إلى أن الطريق نحو السلام لا يزال محفوفًا بالتحديات.
