بين نظرات الشفقة أحيانًا، وصعوبات حياتية وتعليمية متكررة، تواجه فئة ذوي الهمم تحديات كبرى؛ ورغم ذلك يسطع بينها نموذج ملهم، الشاب أحمد سالم، الذي ارتقى بحفظه فلم يقتصر على جمع القرآن في صدره كاملًا، بل أبدع في تلاوته بلغات متعددة.
أحمد سالم، ابن محافظة الجيزة، يبلغ من العمر 33 عامًا، حافظًا متقنًا لكتاب الله برقم صفحاته، وأجزائه، وأحزابه، ولم يتوقف عند الحفظ وحده، بل أضاف إلى ذاكرته أسباب نزول كل آية وتفسيرها، وحتى المتشابهات التي يتعثر فيها الكثيرون، لم تغب يومًا عن لسانه أو قلبه.
اقرأ أيضًا: إطلاق مسابقة مئذنة الأزهر للشعر العربي بموضوع داعم لفلسطين
تلاوة القرآن الكريم بلغات العالم
المفاجأة لم تقف عند هذا الحد، فأحمد يروي آيات الله بأكثر من لغة؛ العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والتركية والهندية واليابانية، وعن سر هذه الموهبة يقول: “الذي ألهمني لتعلم كل هذه اللغات هو الله، ثم استعنت باليوتيوب”، بعد أن توقف تعليمه على شهادة الإعدادية من مدرسة التربية الفكرية.
تعلُم على خطى الكبار
تعلّم أحمد التلاوة على يد كبار القراء، من بينهم الشيخ محمود الخشت والشيخ كريم الحريري، ولا يكتفي بكتاب الله وحده، بل يشارك والدته في شؤون المنزل اليومية، يساندها ويعتبرها رفيقة دربه ودعوته المستمرة.
والدته التي لا تفارقها دمعة الفخر، تحكي أن حلمها منذ أن حملت به كان أن تحفظه القرآن، ليكون أنيسه في الدنيا وذخره في الآخرة، وقد تحقق الحلم بفضل الله وصبرها، ويبادلها أحمد الدعاء بتمني لها دوام الصحة والعافية والصبر، ويعتبرها السبب الأول في رحلته مع الحفظ والتلاوة، بعد وفاة والده.
اقرأ أيضًا: انطلاق اليوم الثاني من مسابقة “دولة التلاوة” بمشاركة 14 ألف متسابق
مسابقات متعددة وتكريم بأداء فريضة الحج مع والدته
رحلة أحمد مع المسابقات القرآنية بدأت مبكرًا، حين شارك لأول مرة عام 2010 وفاز بالمركز الأول، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية حتى عام 2024، وفي العام نفسه، رزقه الله شرف أداء فريضة الحج بصحبة والدته، تكريمًا لفوزه بأحد المسابقات الكبرى.
واليوم، يشارك أحمد في مسابقة دولة التلاوة، التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويطمح أن يحصد المركز الأول في فرع الترتيل، ليضيف صفحة جديدة إلى كتاب إنجازاته.
