أثارت ديانة الروائي المصري صنع الله إبراهيم الذي وافته المنية بالأمس، عن عمر يناهز 88 عامًا، تساؤلات القراء والنقاد على حد سواء، لكنه كان يجيب دائمًا “أنا قبطي.. بمعنى مصري”.
اختصر إبراهيم فلسفته بهذه الجملة، مؤكدًا أن الانتماء الحقيقي للأرض والتاريخ والمجتمع أهم من أي تصنيف ديني.
قصة اسمه وطفولته
تحمل قصة اسمه “صنع الله” جزءًا من هذه الفلسفة الروحية، فقد اختار والده الاسم بعد صلاة استخارة وفتح المصحف على عبارة “صنع الله الذى أحسن كل شىء”، ومع ذلك، واجه إبراهيم صعوبات في طفولته بسبب غرابة الاسم، خاصة في المدرسة، حيث كان زملاؤه ومعلموه يتعجبون منه.
اقرأ أيضًا: البلوجر ياسمين يقضي أيام الحبس بين الرجال بقرار جهات التحقيق
ومع مرور السنوات، ووسط أجواء تساؤلات دينية متزايدة، ظل إبراهيم يكرر أنه يعرف نفسه كـ “قبطي بمعنى مصري”.
مسيرة صنع الله المهنية
درس إبراهيم الحقوق، لكنه لم يكمل مسيرته القانونية، وتجه نحو الصحافة والسياسة، انضم إلى المنظمة الشيوعية المصرية حدتو، ما أدى إلى اعتقاله عام 1959 وظل في السجن خمس سنوات.
وبعد الإفراج عنه، بدأ مسيرته الصحفية أولًا مع وكالة الأنباء المصرية عام 1967، ثم انتقل إلى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية حتى عام 1971، قبل أن يتجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي والعمل في صناعة الأفلام، وعاد إلى القاهرة عام 1974 وتفرغ للكتابة الحرة منذ عام 1975.
أعماله الأدبية
تميزت أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية بالتركيز على الواقع السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي، مع توثيق العديد من الأحداث التاريخية، ومن أبرز رواياته: “شرف”، التي تحتل المرتبة الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية، إلى جانب “اللجنة”، “ذات”، “الجليد”، “نجمة أغسطس”، “بيروت بيروت”، “النيل مآسي”، “وردة”، “العمامة والقبعة”، و”أمريكانلي”.
اقرأ أيضًا: كيف تقي نفسك من الغضب وتصرفه عنك؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)
عرف إبراهيم بمواقفه الجريئة، حيث رفض استلام جائزة الرواية العربية التي يمنحها المجلس الأعلى للثق افة عام 2003، لكنه فاز بعدة جوائز مرموقة، منها جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004 وجائزة كفافيس للأدب عام 2017، لتظل مكانته في الأدب المصري والعربي راسخة وواضحة.
