• Home  
  • التوكل والأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية.. دروس وعبر
- أخبار

التوكل والأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية.. دروس وعبر

مع بدايات العام الهجري الجديد، نتذكر أهم حدث غير مصير الأمة، بل والعالم بأسره، الحدث الذي به قامت دولة الإسلام، ذلك الحدث هو الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة؛ حيث شرع في وضع اللبنة الأولى في بناء المسجد الذي يمثل بناء أمة الإسلام ودولته. التوكل والأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية وفي ضوء بداية هذه السنة […]

مع بدايات العام الهجري الجديد، نتذكر أهم حدث غير مصير الأمة، بل والعالم بأسره، الحدث الذي به قامت دولة الإسلام، ذلك الحدث هو الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة؛ حيث شرع في وضع اللبنة الأولى في بناء المسجد الذي يمثل بناء أمة الإسلام ودولته.

التوكل والأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية

وفي ضوء بداية هذه السنة الهجرية يتحدث الدكتور محمد إبراهيم عبد الباعث، الأستاذ بجامعة الأزهر، عن التوكل والأخذ بالأسباب في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلّم، حيث يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلّم ضرب لنا الأمثال من خلال رحلة الهجرة في كل أمر أخذ فيه بالأسباب وفي كل أمر كان فيه توكله على الله.

ويضيف الدكتور محمد إبراهيم عبر قناة الناس، أن لو نظرنا إلى خروجه صلى الله عليه وسلم من بيته وهو يعلم أن القوم متربصون به وبأيديهم السيوف، ففي هذا الأمر لم يأخذ بالأسباب أبداً، فقد خرج وهو يتلو قوله تعالى:«وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ»، ويقول شاهت الوجوه شاهت الوجوه ومضى، ولكن عند وصوله إلى غار ثور فقد بدى الأخذ بالأسباب.

ويشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلّم في يوم أن ذهب إلى غار ثور فإن ذلك يعد أخذا بالأسباب ظاهرهُ، ولكن الله سبحانه وتعالى كافيه لم يكن صلى الله عليه وسلّم يعتمد على الأسباب وإن كان قائماً فيها.

كيف نجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب؟

ذكر الدكتور محمد إبراهيم أنه يجب أن نفرق بين القيام في الأسباب مع التوكل على الله وهو أمر مشروع ومطلوب، وبين الإخلاد إلى الأسباب وهو أمر غير مشروع حيث فرق بينهم وقال:

  • القيام في السبب الأخذ به، أي استعمال ما منحك الله سبحانه وتعالى به من الأسباب جلباً لما يتركب عليها أو تحقيقا لما يرتبط بها من المسببات،
  • أما الإخلاد إلى السبب هو الاعتماد الكلي على الأسباب دون المسبب، وهذا مرفوض لأنه يتعارض مع حقيقة التوكل ومع حقيقة الإيمان بأن ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.

الإيمان بالقضاء والقدر متعلق بالأخذ بالأسباب

وأضاف الدكتور أن الإيمان بالقضاء والقدر يستلزم أن يكون الإنسان على حظه من التوكل وعدم الإخلاد إلى الأسباب وإن كان قائماً فيها حتى وإن أخذ بها لكن لا يلزم من الأخذ بالسبب الإخلاد إلى السبب.

وختم الدكتور محمد إبراهيم حديثه قائلاً إن النبي صلى الله عليه وسلّم ضرب لنا مثلاً في هذين الأمرين في جانب التوكل وهو: ما ينتفي به الإخلاد إلى الأسباب وفي جانب الأسباب وهو: ما يلزمنا بالقيام في الأسباب مع حقيقة التوكل على الله فيها، إذ لا تأتي الأسباب بغير ما قدر الله فيها أو عندها.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025