يُهدد إعلان واتساب، تطبيق المراسلة الأكثر شعبية عالميًا (2.8 مليار مستخدم شهريًا)، بعرض إعلانات لأول مرة، قاعدة مستخدميه الضخمة، وأثار هذا القرار، الذي سيتم تطبيقه عالميًا تدريجيًا، غضبًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بـ«أغبى فكرة»، ودعا آخرون إلى الانتقال إلى تطبيقات بديلة مثل تيليجرام، أو حتى إلى هواتف قديمة مثل نوكيا 3310.
شكاوى بالجملة.. مستخدمو واتساب يعبرون عن استيائهم
وأعلنت شركة ميتا، المالكة لواتساب، عن إضافة إعلانات للتطبيق للمرة الأولى، مؤكدةً أنها ستقتصر في البداية على «حالة واتساب» فقط، دون مقاطعة المحادثات أو التأثير على تشفيرها من طرف إلى طرف، وستظهر الإعلانات ضمن علامة التبويب «التحديثات»، في ميزة «حالة واتساب» التي تُتيح مشاركة الصور ومقاطع الفيديو التي تختفي بعد 24 ساعة، وقد أثار هذا القرار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من تأكيد ميتا أن الإعلانات ستقتصر حاليًا على «حالة واتساب»، إلا أن جيمس بور، خبير تقني في شركة Bores Group الاستشارية، يرى أن هذا مجرد خطوة أولى. يشير بور إلى سجل ميتا، المالكة أيضًا لفيسبوك، في زيادة الإعلانات على منصاتها، حتى لو تسببت ذلك بتدهور تجربة المستخدم، مما يوحي بأن وصول الإعلانات لبقية أجزاء واتساب مسألة وقت فقط.
وبرّرت ميتا اختيارها لعرض الإعلانات في «حالة واتساب» بشعبية علامة التبويب التحديثات المتزايدة، مؤكدةً أنها المكان الأمثل لذلك دون التأثير على تجربة الدردشة، وشددت الشركة على أن مستخدمي واتساب الذين يقتصرون على الدردشة لن يتأثروا بالإعلانات.
وأقرّت واتساب بجمع بيانات المستخدمين كالبلد، المدينة، واللغة، بالإضافة إلى سجل تفاعلهم مع الإعلانات، لتخصيص الإعلانات المعروضة، ولكنها أكدت ثانيةً على عدم الوصول إلى محتوى الرسائل الشخصية، وبالتالي عدم استخدامها في استهداف الإعلانات، كما تعهدت بعدم مشاركة أرقام الهواتف مع المعلنين، مؤكدةً أن تشفير الرسائل الشخصية، والمكالمات، والحالات من طرف إلى طرف يبقى قائمًا، مما يحمي خصوصية المستخدمين حتى من ميتا نفسها.
ما معنى التشفير بين الطرفين؟
وعلى الرغم من استحواذها على واتساب في عام 2014، إلا أن ميتا (فيسبوك سابقًا) امتنعت حتى الآن عن إدراج الإعلانات، قبل أن تقرر استغلال التطبيق كمصدر جديد للإيرادات.وبفضل التشفير من طرف إلى طرف، لا يمكن لأحد، حتى ميتا، قراءة أو تعديل الرسائل المُرسلة عبر واتساب؛ فالمُرسِل والمُستقبِل فقط هما اللذان يستطيعان الوصول إليها.
ويُثير التشفير من طرف إلى طرف جدلًا، إذ تنتقده منظمات حقوق الأطفال لكونه يعيق كشف جرائم كالاعتداء الجنسي على الأطفال.
