• Home  
  • أنتاركتيكا تكشف الغطاء عن حضارة مفقودة تحت الثلوج.. عالم آخر
- منوعات

أنتاركتيكا تكشف الغطاء عن حضارة مفقودة تحت الثلوج.. عالم آخر

اكتشف علماء منطقة طبيعية شاسعة، محفوظة تحت أكثر من ميل من الجليد في شرق أنتاركتيكا، لم تتأثر بأي نشاط منذ أكثر من 34 مليون عام، وتقع هذه المنطقة، التي تُعرف باسم «أرض ويلكس»، في عمق القارة، بعيدة عن الساحل، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة بلجيكا، وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية ورادار يخترق الجليد، كشف العلماء عن بيئة […]

أنتاركتيكا

اكتشف علماء منطقة طبيعية شاسعة، محفوظة تحت أكثر من ميل من الجليد في شرق أنتاركتيكا، لم تتأثر بأي نشاط منذ أكثر من 34 مليون عام، وتقع هذه المنطقة، التي تُعرف باسم «أرض ويلكس»، في عمق القارة، بعيدة عن الساحل، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة بلجيكا، وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية ورادار يخترق الجليد، كشف العلماء عن بيئة قديمة تضم أنهارًا وغابات، وربما حتى أشجار نخيل، قبل أن تُغطى بالجليد.

عالم آخر في الجليد

واكتشف باحثون منطقة واسعة تحت جليد أنتاركتيكا، تبلغ مساحتها أكثر من 12 ألف ميل مربع (أي ما يعادل مساحة ولاية ماريلاند تقريبًا)، وتمثل كبسولة زمنية بيئية تعود إلى 34 مليون عام، ويُعتقد أن تحرك القارة القطبية الجنوبية نحو القطب الجنوبي، وانخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون، والتغيرات في التيارات المحيطية، قد أدت مجتمعةً إلى تغطية هذه المنطقة بالجليد، محولةً إياها إلى الصحراء المتجمدة الحالية.

وكشف العلماء عن مشهد طبيعي قديم مذهل مدفون تحت طبقات سميكة من الجليد في أنتاركتيكا، وتُظهر الدراسة ثلاث سلاسل جبلية ضخمة، يبلغ طول كل منها بين 75 و 105 ميل، وعرضها يصل إلى 53 ميلًا، مفصولة بواديان عميقان يصل عرض كل منهما إلى 25 ميلًا وعمقهما إلى نحو 3900 قدم، وظلت هذه التضاريس الجبلية والوديان سليمة ومتجمدة منذ ملايين السنين.

أنتاركتيكا

وعلى خلاف معظم الأنهار الجليدية، فإن الجليد في منطقة شرق أنتاركتيكا هذه بارد جدًا وبطيء الحركة (أقل من 16 قدمًا سنويًا)، مما حافظ على تضاريسها القديمة بشكل استثنائي، ويُعرف هذا بـ«الطبقة الجليدية الباردة»، حيث لا يُسبب الجليد المتجمد تآكلًا يُذكر، ويقول نيل روس، أستاذ الجيوفيزياء البيئية في جامعة نيوكاسل، والمؤلف المشارك في الدراسة: «من المدهش أن هذا المشهد المخفي يكشف الكثير عن تاريخ الغطاء الجليدي في شرق أنتاركتيكا، ويساعدنا على فهم تطوره استجابةً لتغيرات المناخ المستقبلية»، واستخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية ونماذج الكمبيوتر للكشف عن تضاريسٍ مدفونة بارتفاع يصل إلى 1600 قدم، دُفعت للأعلى ببطء بفعل وزن الجليد الهائل.

ما هو شكل تضاريس أنتاركتيكا؟

وتُشكل التضاريس المكتشفة تحت جليد أنتاركتيكا نافذةً فريدةً على ماضي القارة البعيد، قبل عصر الجليد، ويُشير البروفيسور جاميسون إلى أن هذه التضاريس القديمة، غير المتآكلة، تشير إلى وجود أنهار وغابات في مناخ معتدل سابق، ويُرجح أن تكون الشقوق والتصدعات الناتجة عن تفكك قارة جوندوانا قد شكلت هذه الكتلة الأرضية قبل تغطيتها بالجليد.

وظلت منطقة شرق أنتاركتيكا مغطاة بالجليد منذ حوالي 14 مليون سنة، حتى خلال فترات الاحتباس الحراري مثل منتصف العصر البليوسيني (قبل 3 ملايين سنة)، حيث لم يذوب الجليد بما يكفي لكشف التضاريس القديمة، ويُعد هذا الاكتشاف بالغ الأهمية، خاصةً مع اقتراب الأرض من مستويات ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة المشابهة لتلك التي سادت قبل عصر الجليد، ما يوفر معلومات قيمة لفهم استجابة الغطاء الجليدي لتغيرات المناخ.

ويحذر العلماء من ذوبان أجزاء من الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا بسبب استمرار الاحتباس الحراري، مما قد يكشف عن تضاريس قديمة مدفونة، وعلى الرغم من صعوبة الوصول إليها (بسبب سمك الجليد)، يُواصل الباحثون جهودهم في رسم خريطة لتلك المناطق واستخدام البيانات لفهم تطور الغطاء الجليدي عبر الزمن، ويقول البروفيسور جيمسون: «نحن نستكشف هذه المناظر الطبيعية ونعمل على سدّ الثغرات في المعلومات لفهم كيفية تغير الغطاء الجليدي والمناظر الطبيعية التي تحته عبر تاريخه الطويل».

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025