تنتشر بعض الممارسات الشعبية في عدد من الأحياء المصرية عند ذبح الذبائح وخاصة في عيد الأضحى، عادة وضع اليد في دم الأضحية أو الذبيحة وطبعها على السيارات أو أبواب المنازل والمداخل، فيما يُعرف شعبيًا بـ”التخميس”، هذه العادة تثير الكثير من التساؤلات حول مشروعيتها الدينية وحكمها الشرعي.
حكم التخميس في الإسلام
الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن التخميس بالدم حرام شرعا، مشيرًا إلى أن الدم المستخدم في هذه الممارسة يُعرف بـ”الدم المسفوح”، أي الدم الذي يخرج من الأضحية أثناء الذبح، وهو نجس في الشريعة الإسلامية.
وأكد أمين الفتوى أن “القيام بوضع اليد في هذا الدم ثم الطبع به على السيارة أو باب المنزل يُعد تضمخًا بالنجاسة، وهذا لا يجوز شرعًا”، قائلا: “استخدام الدم النجس في هذا الشكل يجعل الموضع أيضًا نجسًا، وبالتالي لا يجوز الصلاة فيه أو إن كان الدم عالقًا بالملابس، فلا تصح الصلاة بها”.
علاقة “الخمسة وخميسة” بالأمر
وعن الخلط بين هذه العادة و”الخمسة وخميسة”، أوضح الشيخ أحمد وسام أن “الخمسة” المنتشرة شعبيًا كرمز للحماية من الحسد أمر مختلف تمامًا، مشيرًا إلى أن البعض يربطها بعدد آيات سورة الفلق، ولكن لا علاقة لذلك بالدم أو بالطبع به.
وحول الاعتقاد الشائع بأن هذا الفعل يأتي في إطار “الفداء” ودفع العين أو الحسد، أشار إلى أن الفداء الحقيقي يتحقق بمجرد إراقة الدم تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: “وفديناه بذبح عظيم”، في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وختم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ديثه قائلاً: “ليس من السنة، ولا من الفداء، أن يُستخدم الدم النجس في الطبع على الممتلكات بدعوى دفع الحسد، بل هو أمر مرفوض شرعًا ويجب التنبيه عليه، خاصة مع تكرار ظهوره في أيام الأعياد”.
