مع حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، يبدأ المسلمون في الاستعداد لأداء شعيرة الأضحية، التي تُعد من السنن المؤكدة عن النبي محمد ﷺ، بداية من يوم عيد الأضحى المبارك، وحتى انتهاء أيام التشريق.
وتكثر في هذه الفترة الأسئلة الفقهية حول ما يجوز فعله وما يُستحب اجتنابه لمن نوى الأضحية، خاصة عند من يشاركون في صكوك الأضاحي من خلال الجمعيات الخيرية.
حكم الامتناع عن قص الشعر والأظافر
في هذا السياق أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الامتناع عن قص الأظافر لمن نوى الأضحية خلال العشر الأوائل من ذي الحجة هو سنة نبوية، وليس بفرض، مستندا في ذلك إلى قول النبي ﷺ: “إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا” (رواه مسلم).
وأشار أمين الفتوى، خلال برنامج «فتاوى» الناس المذاع عبر قناة الناس، أن جمهور الفقهاء أكدوا أن النهي هنا ليس للتحريم، وإنما هو للاستحباب، أي أن ترك قص الشعر والأظافر لمن نوى الأضحية خلال العشر الأول من ذي الحجة هو أمر مستحب فقط، وليس واجبًا أو فرضًا.
وهذا الحكم ينطبق على الرجال والنساء على حد سواء، ولا يقتصر على جنس دون آخر، ومن لم يستطع الالتزام به فلا إثم عليه، ولا يؤثر ذلك على صحة الأضحية أو أجرها.
الذبح بالوكالة و صكوك الأضاحي
أكد الشيخ محمد كمال، أن الذبح بالوكالة جائز شرعًا ولا يُنقص من الأجر شيئًا، إذ إن الأضحية عبادة يجوز فيها التوكيل، خاصة إذا كان الوكيل جهة موثوقة تلتزم بالشروط الشرعية للذبح.
أما حضور الذبح فهو أمر مستحب وليس شرطًا لصحة الأضحية، فمن حضر نال بركة المشاهدة والتعظيم، ومن غاب لا إثم عليه.
اقرأ أيضا: الأوقاف تطلق حملة صكوك الأضاحي 2025.. حكمها وطرق المشاركة بها
طرق توزيع الأضحية
وفيما يخص توزيع لحم الأضحية، الذي درج الناس على تقسيمه إلى ثلاثة أثلاث؛ ثلث للمضحي، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء، فإن “كمال” أكد أنّ هذا التقسيم ليس واجبًا، بل سنة مستحبة كذلك، فمن أراد التصدق بها كاملة، أو أخذ منها جزءًا بسيطًا، أو وزعها بشكل مختلف، فكل ذلك جائز، ولا يترتب عليه مخالفة شرعية، لأن المقصود بالأضحية هو التقرب إلى الله تعالى، وليس الالتزام الحرفي بنسب التوزيع.
اليسر والتيسير في الشريعة الإسلامية
وانتهى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من حديثه مؤكدا، أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالأضحية تؤكد على اليسر والتيسير في الشريعة الإسلامية، وهي دعوة مفتوحة لكل مسلم ومسلمة للاجتهاد في العبادة دون مشقة أو تشدد، النية الصادقة، والالتزام بالضوابط العامة، يكفيان لنيل الأجر والثواب من الله عز وجل.
وأضاف قائلا: نختم بما جاء عن رسول الله ﷺ: “ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إراقة الدم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونه وأشعاره وأظلافه، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا”.. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل أضحيتنا شاهدًا لنا لا علينا.