أعاد علماء من جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، بالتعاون مع باحثين دوليين، رسم مسار هجرة قديمة امتدت لأكثر من 20 ألف كيلومتر من شمال آسيا إلى أمريكا الجنوبية (أرض النار).
أطول هجرة بشرية مسجلة في التاريخ
وتُشير مجلة «Science» إلى أن الهجرة التي تمت من شمال آسيا إلى تييرا ديل فويغو تُعدّ أطول هجرة بشرية مسجّلة في التاريخ.
وكشف تحليل جيني عن مسار هجرة البشر القدماء الذين وصلوا إلى الساحل الشمالي الغربي لأمريكا الجنوبية قبل نحو 14 ألف عام، ثم انقسموا إلى أربعة مجموعات استوطنت مناطق مختلفة: حوض الأمازون، منطقة تشاكو الجافة، باتاغونيا، وجبال الأنديز.
وكشف فريق علمي، باستخدام تقنيات تسلسل جيني متقدمة، عن تنوع جيني غير متوقع لدى السكان الآسيويين، مما يُعدّل الفكرة السابقة القائلة بأن الأوروبيين يتمتعون بأعلى تنوع جيني.
رحلة الهجرة امتدت لآلاف السنين
وأوضح الدكتور المشارك كيم هي ليم أن رحلة الهجرة التي امتدت لآلاف السنين تسببت في انخفاض التنوع الجيني لدى المهاجرين.
يرى الباحث أن انخفاض التنوع الجيني لدى الشعوب الأصلية، والذي يعود إلى حمل جزء صغير من جينات أجدادهم عبر آلاف السنين، هو السبب في ضعف مقاومتهم للأمراض التي أدخلها الأوروبيون.
وأظهرت الدراسة التكيفات المذهلة لمجموعات بشرية متنوعة في بيئات قاسية، بدءًا من حقول جليد باتاغونيا ووصولًا إلى جبال الأنديز، ما سمح للإنسان القديم باستيطان تلك النظم البيئية المتباينة.