في ذكرى رحيل الموسيقار محمد عبدالوهاب، فلديه بصمة حاضرة حتى وقتنا الحالي ولعب دورًا محوريًا في تطوير الموسيقى العربية في بدايات القرن العشرين، حيث أحدثت أعماله الموسيقية ثورةً حقيقيةً غيّرت مسار الغناء العربي، مُنِحًا إياه لقب «موسيقار الأجيال» بجدارة، فقد عاصر مختلف حقباتها الفنية، مُواكبًا تطوّراتها وتغيّراتها الإيقاعية واللحنية ببراعة فائقة، مُحافظًا في الوقت نفسه على مكانته الريادية المتميزة، وتهتزّ له أوتار الموسيقى العربية احترامًا وإعجابًا.
ويوافق اليوم الأحد، الرابع من مايو، الذكرى الـ34 لوفاة عملاق الموسيقى العربية محمد عبد الوهاب، الذي انتقل إلى رحمة الله عام 1991.
ما علاقة الصداقة بين محمد عبد الوهاب وأحمد شوقي؟
بدأت علاقة الصداقة القوية بين محمد عبد الوهاب وأمير الشعراء أحمد شوقي عام 1924، حيث حضر شوقي حفلًا لعبد الوهاب في أحد كازينوهات الإسكندرية، والذي ضمّ نخبة من رجال الدولة والمشاهير، ليتخذ عبد الوهاب شوقي مثلًا أعلى له.
وبعد انتهاء الحفل، التقى أحمد شوقي بمحمد عبد الوهاب، مُباشرًا تبنيه فنيًا، وأمضى عبد الوهاب سبع سنوات حاسمة في صحبة شوقي، اعتبرها أهم فترات حياته، حيث تعلم منه، على سبيل المثال لا الحصر، اللغة الفرنسية، لغة النخبة آنذاك.
وانطلقت نجومية عبد الوهاب بفضل دعم أحمد شوقي الذي قدّمه في حفلاتٍ فاخره حضرها كبار رجال الصحافة أمثال طه حسين وعباس العقاد، ورجال السياسة مثل محمود فهمي النقراشي، وسعد زغلول، وأحمد ماهر باشا.
وتمتع محمد عبد الوهاب بمكانة سياسية مرموقة، توجت بمنحه رتبة اللواء الشرفية من الرئيس محمد أنور السادات، كما ارتدى زي اللواء أثناء قيادة عزف النشيد الوطني المصري خلال احتفال توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
أبرز أعمال الموسيقار محمد عبد الوهاب
امتدّت مسيرة محمد عبد الوهاب الفنية لتشمل السينما، حيث شارك في أفلامٍ متنوعة منها «الوردة البيضاء»، «دموع الحب»، «غزل البنت»، «لست ملاكًا»، «ممنوع الحب»، ورصاصة في القلب».
وجسدت أعمال درامية عدة شخصية الفنان محمد عبد الوهاب، من بينها: «العندليب حكاية شعب»، «أسمهان»، «أنا قلبي دليلي»، «الشحرورة»، «مشرفة رجل لهذا الزمان»، «حليم»، «أبو ضحكة جنان»، و«السندريلا».
اقرأ أيضا.. ذكرى ميلاد زينات صدقي.. رحلتها من زواج قسري لأيقونة الكوميديا
تكريمات محمد عبد الوهاب
حظي محمد عبد الوهاب بتكريماتٍ رفيعة من الدولة المصرية والعربية تقديرًا لمسيرته الموسيقية المتميزة، شملت: الميداليتين الذهبية للذكرى الذهبية والفضية للإذاعة المصرية، وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبدالناصر، قلادة الكوكب الأردنية، جائزة الجدارة، جائزة تقديرية في الفنون، ولقب «فنان الشعب»، وتخليدًا لذكراه، أُقيم متحفٌ يضم مقتنياته الشخصية بجوار معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، ونُصب تمثالٌ له بميدان باب الشعرية.