أصدر العلماء الآن الصورة الأكثر تفصيلاً لنجم الشمس حتى الآن، وهي تُقدم لمحةً عن قرب عن طاقتها المغناطيسية الشديدة، إنها كرة البلازما شديدة الحرارة والمضطربة، تصل درجة حرارة سطحها إلى 5500 درجة مئوية (10000 فهرنهايت).
كيف تم التقاط صورة الشمس الجديدة
التُقطت الصورة بواسطة أقوى تلسكوب شمسي في العالم، والذي يلتقط صورًا ثنائية الأبعاد للشمس في نطاق من الأطوال الموجية، إذ تُلتقط مئات الصور في ثوانٍ معدودة بواسطة ثلاث كاميرات متزامنة باستخدام إعدادات مختلفة، وهو ما يُشبه التقاط سلسلة من الصور باستخدام فلاتر مختلفة، ويتيح دمج هذه الصور رؤية ثلاثية الأبعاد لهياكل الشمس، كما هو موضح في هذه الصورة الرائعة.
تكشف الصورة المنشورة حديثًا عن مجموعة من البقع الشمسية على سطح الشمس، تبلغ مساحتها حوالي 25000 كيلومتر في 25000 كيلومتر، والبقع الشمسية هي مناطق النشاط المغناطيسي المكثف، وغالبًا ما تؤدي إلى توهجات شمسية وانبعاثات كتلية إكليلية، وهي المسؤولة عن عروض الشفق القطبي على الأرض.
تبلغ دقة الصورة المكانية 10 كيلومترات لكل بكسل، مما يُظهر البقع الشمسية بتفاصيل غير مسبوقة، اُلتقطت بواسطة تلسكوب دانيال ك. إينوي الشمسي الذي جرى تركيبه لأول مرة في المرصد الوطني للطاقة الشمسية (NSO) بالقرب من قمة بركان هاليكالا في ماوي عام 2022.
اُستخدم في تلك الصور أحدث أدوات التلسكوب، وهو مرشح الرؤية القابل للضبط (VTF) الجديد، صُمم وبُني في ألمانيا، ووصل إلى المرصد العام الماضي، وتم تركيبه بعناية منذ ذلك الحين، ويزن هذا المرشح 5.6 أطنان، وتبلغ مساحته حوالي مساحة مرآب صغير، ويشغل طابقين، وفعل كل هذا الإنجاز على الرغم من أنه لم يدخل مرحلة التشغيل الكامل بعد، فمن المتوقع أن يبدأ التحقق العلمي والتشغيل في عام 2026.
الصور خطوة على طريق فهم الشمس ومناخها
قالت الدكتورة ستايسي سويكا، كبيرة مهندسي البصريات في المرصد: «كانت رؤية تلك المسوحات الطيفية الأولى لحظةً مدهشة، هذا إنجازٌ لا يمكن لأي جهاز آخر في التلسكوب تحقيقه بنفس الطريقة، كان تتويجًا لأشهر من المحاذاة البصرية والاختبار والعمل الجماعي عبر القارات، نعرف بالفعل إمكانات الجهاز، وهذه ليست سوى البداية، وأنا متحمسة لرؤية ما هو ممكن مع استكمالنا للنظام، ودمجنا للجهاز البصري الثاني، والمضي قدمًا نحو التحقق العلمي والتشغيل».
وقال الفريق العلمي في المرصد إن جهازهم الجديد قد يساعد في الكشف عن تفاصيل خفية حول المجال المغناطيسي الشمسي، وهو أمرٌ بالغ الأهمية لفهم التوهجات الشمسية وطقس الفضاء، إذ تُصدر الشمس بانتظام ثورات قوية تُطلق الجسيمات والإشعاعات إلى الفضاء.
