في عالم يشهد تغيرات جيوسياسية متسارعة وتحديات اقتصادية متزايدة، بات من الضروري للدول، لا سيما النامية منها، إعادة النظر في استراتيجياتها الاقتصادية، وخاصة ما يتعلق بالشراكات التجارية.
في هذا السياق، يؤكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أهمية تنويع الشركاء التجاريين كأداة فعالة لمواجهة التقلبات السياسية والحفاظ على استقرار الاقتصادات الوطنية وأن الاستثمار في السوق المصرية هي بوابة أمريكا إلى أفريقيا.
الاستثمار في السوق المصرية سياسات اقتصادية مرنة لمواجهة الأزمات
ويرى الإدريسي أن الاعتماد المفرط على شريك تجاري واحد يمثل خطرًا على استقرار الاقتصاد الوطني، مستشهدًا بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي أظهرت هشاشة الاقتصادات المعتمدة على أطراف النزاع، ويشدد على أن تنويع مصادر التوريد والعلاقات الاقتصادية هو أحد أبرز الدروس المستفادة من تلك الأزمة، لافتًا إلى أن دولًا كبرى مثل الصين تعتمد هذه الاستراتيجية لتقليل مخاطر الصدمات الخارجية.
ويؤكد الخبير الاقتصادي لموقع الانفراد أن القواعد الاقتصادية السليمة لا تسمح بأن تكون الدولة رهينة لسوق واحدة، نظرًا لأن الأزمات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى طبيعية قد تؤدي إلى اختلالات شديدة في منظومة التجارة والإنتاج.
أقرأ أيضًا: الصحة العالمية تحذر من انتشار شلل الأطفال.. 35 دولة مهددة و10 في خطر
فرص واعدة لمصر على الساحة الدولية
وفيما يتعلق بالفرص المتاحة أمام الاقتصاد المصري، ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن الموقع الجغرافي لمصر يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا، خاصة في ظل ما تم إنجازه من مشروعات بنية تحتية ضخمة خلال السنوات الأخيرة.
كما أن البيانات تؤكد وجود تحسن في العلاقات التجارية، إذ ارتفع حجم التبادل بين مصر والولايات المتحدة بنسبة 27.5% في عام 2022، ليبلغ 9.1 مليار دولار مقابل 7.1 مليار في 2021، وهو ما يعكس آفاقًا واعدة لمزيد من التعاون.
العلاقات الدولية والتحولات الاستراتيجية
ويضيف الإدريسي أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز علاقتها بالدول النامية، وعلى رأسها مصر، ضمن سياق التنافس مع الصين، خاصة في القارة الأفريقية، وتُعد السوق المصرية بوابة استراتيجية للأسواق الأفريقية، ما يمنحها أهمية مضاعفة في نظر المستثمرين الأمريكيين.
ويؤكد أن مصر قادرة على جذب استثمارات إضافية من الولايات المتحدة في مجالات ذات أولوية مثل الطاقة، والبتروكيماويات، والتكنولوجيا، والتعليم، والرعاية الصحية، إذا تم تعزيز مناخ التعاون بين البلدين.