أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرًا عقب اجتماع لجنة الطوارئ للوائح الصحية الدولية، أعلنت فيه القضاء على شلل الأطفال البري من معظم أنحاء العالم، بما في ذلك أفريقيا، لكنّ المرض لم يُستأصل تمامًا، إذ لا يزال شلل الأطفال البري مستوطنًا في بلدين فقط.
منظمة الصحة العالمية تحذر من فيروس شلل الأطفال
وأضاف منظمة الصحة العالمية أن فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (cVDPV) لا يزال يُشكل تهديدًا متزايدًا، إذ يتسبب في تفشيات عالمية نتيجة طفرات فيروس اللقاح الضعيف، وتوصي منظمة الصحة العالمية بزيادة الوصول إلى التطعيم لمكافحة هذا الخطر، وذلك في ظل نقص الاستثمارات في الصحة العالمية.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية على خمسة بلدان معرضة لخطر الانتشار الدولي لتفشي شلل الأطفال حاليًا، بما في ذلك جميع البلدان التي تنتشر فيها شلل الأطفال من النوع البري (أفغانستان وباكستان)، بالإضافة إلى أربعة بلدان بها «cVDPV» من النوعين 1 و3 (موزامبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيانا الفرنسية وغينيا).
وتشمل توصيات منظمة الصحة العالمية تعزيز توصيات اللقاحات والوصول إليها، فضلًا عن تقييد السفر للأفراد الذين لم يتلقوا التطعيم، كما أطلقت منظمة الصحة العالمية على 35 دولة أبلغت عن حالات مستوردة من النوع 2 من الفيروسات القهقرية، و10 دول أبلغت عن إصابات بشلل الأطفال من النوع البري أو cVDPV في الأشهر الـ24 الماضية، ويوصى بهذه البلدان بالبقاء يقظة والحفاظ على جهود التطعيم للحماية من عودة ظهور عدوى شلل الأطفال.
تُهدد الاضطرابات الأخيرة في تمويل جهود مكافحة شلل الأطفال
وحللت شركة GlobalData للبيانات والتحليلات معدلات تغطية التطعيم ضد شلل الأطفال في 16 سوقًا رئيسية (بما في ذلك الولايات المتحدة، والصين، والهند، وأوروبا الغربية، وأستراليا) خلال الفترة من 2018 إلى 2028، وتشير التوقعات إلى استقرار معدلات التطعيم المرتفعة بشكل عام، حيث تتجاوز نسبة الأطفال الذين يتلقون دورة كاملة من التطعيم ضد شلل الأطفال قبل سن 36 شهرًا 95% في عدة أسواق، مثل الصين، وأستراليا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، هذا المستوى العالي من التطعيم يحمي الأفراد ويحد من انتشار المرض.
وتُهدد الاضطرابات الأخيرة في تمويل جهود مكافحة شلل الأطفال، بما فيها تخفيض دعم منظمة الصحة العالمية بأكثر من 200 مليون دولار، الجهود العالمية للقضاء على المرض، فقدان التمويل، بالإضافة إلى تعطيل برامج رئيسية مثل وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية و خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للإغاثة من الإيدز، سيؤثر سلبًا على نظم العلاج والمراقبة، خاصة في المناطق الأكثر ضعفًا، نتيجة لذلك، من المتوقع زيادة حالات الإصابة بشلل الأطفال، سواء البري أو المشتق من اللقاح (cVDPV)، وذلك حتى في المناطق ذات أنظمة المراقبة القوية، ورغم توصيات منظمة الصحة العالمية بزيادة الاستثمار، إلا أن تنفيذها سيواجه تحديات كبيرة، مع ذلك، سيستمر الكفاح العالمي ضد شلل الأطفال.
