الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، فرضها الله على المسلمين، وتعتبر من أهم العبادات التي تقرب بين العبد وربه فمن خلالها يدعو المؤمن ربه بما يريد في هذه الحياة.
هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها؟
وهناك بعض التساؤلات حول عدم الخشوع في الصلاة هل يبطلها أم لا؟، وهنا يجيب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مؤيداً إجابته بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم حيث يقول: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: «ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها».
ويوضح الشيخ إبراهيم عبد السلام عبر قناة الناس، أن معنى هذا الحديث يدل على أن ما لم تحضر فيه قلبك من الصلاة، فلست مأجورًا عليه، وإن كنت قد أديت الصورة الظاهرة.
فالصلاة بلا خشوع، صلاةٌ فارغة من مضمونها وروحها لأن الصلاة في الأصل شرعها الله لنا لتقوية علاقتنا به، ولتجديد الطاقة الروحية في مواجهة صعوبات الحياة، كلما شغلك تعبك أو همّك، أمرك الله أن تترك ما في يدك وتتوضأ وتقف بين يديه. لتقول: “إياك نعبد وإياك نستعين”
فأنت لا تصلي فقط كواجب، بل لتستمد عونًا وقدرة، وسكينة وطمأنينة، الذي يُصلي بلا خشوع، قد يكون غافلًا عن أثر هذه العبادة العظيمة.
هل تبطل الصلاة بسبب عدم الخشوع؟
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة لا تبطل بسبب عدم الخشوع، ولكنها قد لا تكون كاملة الأجر، أو تكون خفيفة في الميزان، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم.
علاج عدم الخشوع في الصلاة
يقول، أمين الفتوى الشيخ إبراهيم عبد السلام، إن جواب سبب عدم الخشوع في الصلاة، في مطلع سورة “المؤمنون” قوله تعالى: “قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون… ”
فمن أراد الخشوع، عليه أن يُقلل من الانشغال باللغو، حتى لو كان مباحًا، فضلًا عن المعاصي.
فلا يمكن أن يكون القلب خاشعًا إذا كان مملوءًا بالغفلة، أو إذا كان الإنسان غارقًا في الحرام، من يكذب، أو يغتاب، أو يأكل أموال الناس، أو يظلم.
اقرأ أيضا: هل يجوز الوضوء من مياه البحر المالح؟.. أمين الفتوى يجيب
كيف تخشع في صلاتك؟
أضاف أمين الفتوى الشيخ إبراهيم عدة أشياء تجعلك تخشع في الصلاة وهي كالتالي:
- أن تحافظ على الوضوء طول الوقت، فهو طهارة ظاهر وباطن.
- تُنقي قلبك من الذنوب والغفلات.
- تهيئ نفسك قبل الصلاة، وتستحضر أنك تقف بين يدي الله.
- تُداوم على الصلاة، حتى لو لم تكن خاشعًا، فالمواظبة تفتح لك باب الخشوع مع الوقت.
وقد قال ابن عطاء الله السكندري: “لا تترك الذكر لعدم حضور القلب فيه، فإن غفلتك عنه أشد من غفلتك في حضرته، فعسى أن يرفعك من ذكر مع غفلة إلى ذكر مع حضور”.
واختتم أمين الفتوى حديثه قائلا: لا تترك الصلاة بسبب غياب الخشوع، بل استمر، واجتهد في تحسين صلاتك، وسترى أثرها بإذن الله.
