• Home  
  • جدول أعمال يوم عرفة بالتوقيتات.. خطوات روحية تبدأ مع الفجر (فيديو)
- أخبار

جدول أعمال يوم عرفة بالتوقيتات.. خطوات روحية تبدأ مع الفجر (فيديو)

  مع إشراقة يوم عرفة، يعود المسلمون إلى يوم النعيم، يوم الفضل، يوم الجمال والوصال، حيث تفيض الروح بخشوع لا يوصف، وتتشكل لحظات اليوم على إيقاعٍ من الذكر والتأمل والتقرب إلى الله. وفي رحلة إيمانية تبدأ من فجر يوم عرفة وتستمر حتى مغربه، يضع الدكتور عمر الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، جدولاً روحياً متكاملاً […]

 

مع إشراقة يوم عرفة، يعود المسلمون إلى يوم النعيم، يوم الفضل، يوم الجمال والوصال، حيث تفيض الروح بخشوع لا يوصف، وتتشكل لحظات اليوم على إيقاعٍ من الذكر والتأمل والتقرب إلى الله.

وفي رحلة إيمانية تبدأ من فجر يوم عرفة وتستمر حتى مغربه، يضع الدكتور عمر الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، جدولاً روحياً متكاملاً يقود القلوب إلى النور، ويحول ساعات اليوم إلى محطات من الذكر والفكر.

بداية اليوم: من الفجر إلى الشروق.. ثلاث خطوات للنور

مع أول خيط من الفجر، يبدأ البرنامج الروحي بثلاثة أعمال عظيمة:

  • أذكار الصباح: لتستقبل الروح اليوم بذكر الله وطمأنينة القلب.
  • الصلاة على النبي محمد ﷺ: تقرباً ومودةً لخير خلق الله.
  • قراءة سورة محببة من القرآن: تلك التي تضيء القلب وتوقظه من غفلته، وتحمل للمرء رسالة خاصة من الله.

يؤكد الدكتور عمر أن هذه الساعات هي بوابة اليوم، وأنها لا ينبغي أن تمر كغيرها، بل يُقصد بها “تنوير القلب” واستحضار حضور الله.

اقرأ أيضا:

فضائل يوم عرفة.. تعرف على أفضل الدعاء والعبادات فيه

من الساعة 6:00 حتى 9:00 صباحاً: راحة الجسد بنيّة العبادة

بعد شروق الشمس، يدعو الدكتور عمر إلى الراحة الجسدية، بالنوم من الساعة السادسة حتى التاسعة صباحًا، بنية اعتدال البدن، تطبيقًا لقوله ﷺ: “وإنّ لبدنك عليك حقًا”، فالراحة هنا ليست كسلاً، بل استعداداً لليوم بكل ما فيه من روحانية.

الساعة 9:00 – 10:00 صباحاً: “قراءة التنور”

في هذا التوقيت، يُخصص الدكتور عمر الورداني ساعة لـ”قراءة التنور”، وهي لحظة تأمل في أسماء الله الحسنى، واختيار ثلاثة منها تتناسب مع أجواء يوم عرفة:

  • اللطيف: الذي يتلطف بعباده في الخفاء.
  • الواسع: الذي وسعت رحمته كل شيء.
  • الكريم: الذي يعطي بلا سؤال، ويغدق بلا حدود.

ويحث الدكتور عمر على قراءة تفسير هذه الأسماء، والتأمل في معانيها، وربما العمل ببعض المجربات الروحية التي ذكرها العلماء، كمَن قرأ اسم “اللطيف” مائة مرة بقلب حاضر.

الساعة 10:00 – 11:00 صباحاً: “ورد التفكر”

في هذه الساعة، يدخل الإنسان في أرقى مراتب العبودية، وهي مرحلة التفكر. وهو ما وصفه الدكتور عمر الورداني بـ”العمل الرابع” في يوم عرفة، وتحديداً، يُطلب من المسلم أن يتأمل في أمرين:

  1. حسن تدبير الله لأمره: كيف ساق الله الأمور في صالحه، رغم الغفلة أو الكرب.
  2. دوام الإمداد الإلهي: كيف لم ينقطع فضل الله عنه، وكيف كانت العناية الربانية تحيط به في كل حين.

ويؤكد الدكتور عمر أن هذا التفكر يرفع الحجب عن القلب، ويجعل الإنسان يُبصر النعمة وسط البلاء، ويشعر بفيض المحبة الإلهية، فيغرق في نور الرجاء والتسليم.

فلسفة اليوم: مزيج من الذكر والفكر

ينتقد أمين الفتوى النظرة “الكمّية” للعبادة، التي تصور يوم عرفة كعبء من الصلوات والدعاء والخوف، مشددًا على أن اليوم هو مزيجٌ متوازن من:

  • الرجاء والخوف
  • الذكر والفكر
  • العمل والراحة

وأن القلب الحاضر هو غاية هذه الأعمال، لا كثرتها، فالمطلوب أن تكون الروح واعية بكل لحظة، وأن تتحرك بين الذكر والفكر مثل موجتين من نور تملآن القلب بالإيمان.

في الختام.. يؤكد أمين الفتوى، أن يوم عرفة ليس يوماً عادياً. هو فرصة تتكرر كل عام لتجديد العهد مع الله، ولغسل القلب من كل ما أثقله، وبين لحظات الفجر والشروق، وبين “قراءة التنور” و”ورد التفكر”، يرسم الدكتور عمر الورداني خريطة طريق لقلبٍ يريد أن يصل، ولروحٍ تريد أن تتذوق “وصال يوم عرفة”.

فهل نستجيب لهذا النداء الروحي؟ وهل نمنح أرواحنا فرصة للعودة؟ يوم عرفة بانتظارنا، والنور لا يزال يطرق الأبواب.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025