عادت نائبة الرئيس الأمريكية السابقة، كامالا هاريس، إلى دائرة الضوء بعد خسارتها انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، مُكثّفةً ظهورها في الفعاليات السياسية والاجتماعية، وقد أثار ذلك تكهنات إعلامية واسعة حول مستقبلها السياسي وترشحها المحتمل في انتخابات 2028.
فوز ترامب خلال انتخابات 2024
وشهدت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي، حيث حقق الرئيس دونالد ترامب فوزًا ساحقًا على الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، بالإضافة إلى خسارة الحزب للأغلبية في كل من مجلسي الشيوخ والنواب.
هاريس تختفي بعد الانتخابات
وقلّ ظهور السيدة كامالا هاريس علنًا بعد مغادرتها البيت الأبيض، إلا أنها عادت مؤخرًا، حسبما أفادت شبكة ABC نيوز، بمشاركة متزايدة في الأنشطة العامة، شملت حضور فعاليات اجتماعية، والمساهمة في حملات جمع التبرعات للديمقراطيين، بالإضافة إلى انتقادات علنية لإدارة ترامب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته.
وشاركت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس في الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس منظمة «إميرج» لدعم النساء الديمقراطيات، حيث وجهت انتقادات إلى السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب، مُسلّطةً الضوء على الرسوم الجمركية وخفض الإنفاق الحكومي الذي قام به ماسك.
وهاجمت سياسات ترامب الاقتصادية، واصفةً رسومه الجمركية بأنها «متهورة»، مُشيرةً إلى أنها تضر بالعمال والأسر برفع تكاليف المعيشة، وتدمير مدخرات التقاعد، وتعطيل عمل الشركات الكبيرة والصغيرة، مما يؤدي إلى تسريح العمال وتجميد التوظيف.
خطاب حماسي من هاريس يعطي أمل للدميقراطيين
وفي خطاب حماسي، أشادت هاريس بالتظاهرات المناهضة لترامب، متهمةً إياه وحلفاءه بمحاولة نشر الخوف بين الأمريكيين، مؤكدةً أن الشجاعة معدية مثل الخوف، وأنها هي الدافع وراء الاحتجاجات ضد ما وصفته بأكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في التاريخ الحديث.
وحضرت هاريس وزوجها حفلًا خيريًا سنويًا لمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، برفقة شخصيات بارزة من المجتمع. وخلال حضورها، وجهت انتقادات حادة لأجندة ترامب الاقتصادية، مُشيرةً إلى أنها مُصممة منذ عقود لتقليص حجم الحكومة وخصخصتها، مع توفير إعفاءات ضريبية للأثرياء.
واعتبرت هاريس أن الأجندة تعكس رؤية ضيقة لأمريكا تخدم مصالح ضيقة، حيث يتم معاقبة المعارضين وتفضيل الموالين، ويستغل القادة نفوذهم الشخصي، تاركين المواطنين يعتمدون على أنفسهم في مواجهة التحديات، كما انتقدت التخلي عن حلفاء أمريكا والانسحاب من الساحة العالمية، وحذرت من خطورة انهيار الضوابط والتوازنات.
الدميقراطيين: عودة هاريس يدل علي قوتها
ويرى العديد من الديمقراطيين في عودة كامالا هاريس لفعاليات جمع التبرعات مؤشرًا على قوتها وتأثيرها الكبير داخل الحزب، مستندين إلى شعبيتها الواسعة وقدرتها على تعزيز قواعد الحزب ومحاسبة الجمهوريين على سياساتهم الضارة بالأسر العاملة الأمريكية.
وعلى الرغم من عودتها إلى الحياة السياسية، يكتنف الغموض مستقبل كامالا هاريس السياسي، وفقاً لشبكة إن بي سي نيوز، فهي تدرس حاليًا إمكانية الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، على أن تتخذ قرارها النهائي قبل نهاية الصيف، إلى جانب ذلك، يطرح اسمها بعض الديمقراطيين كمرشحة رئاسية محتملة لعام 2028.
وأثارت فكرة ترشح هاريس للرئاسة جدلًا، حيث اعتبر البعض أنها خطوة مُبكرة جدًا بالنظر لخسارتها الأخيرة، في المقابل، رأى آخرون أن نجاحها في انتخابات حاكمية كاليفورنيا سيكون إنجازًا تاريخيًا كأول امرأة أمريكية آسيوية وأول امرأة سوداء تتولى هذا المنصب، لكنهم شددوا على أن فرصها الرئاسية تتوقف على قدرتها على تقديم نفسها كـ«زعيمة للمقاومة» ضد التيار السائد.
