وقال «ثابت» في حلقة له عبر قناة الناس: “بعد أن تقيّدت الشياطين في رمضان، لا يجب أن نعود إلى ما كنا عليه، بل يجب أن نستمر في الحفاظ على هذه القيم بعد رمضان، وفي العيد أيضًا”.
استمرار العبادة في ليلة العيد
وأشار الشيخ مصطفى إلى أن الفرح الحقيقي في العيد يجب أن يكون مقرونًا بالطاعة، وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ الأمة بعيد الفطر من أول ليلة من ليالي العيد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “من أحيى ليلة العيد إحياءً لله، أحيى الله قلبه يوم تموت القلوب”، رواه ابن ماجة عن أبي أمامة، وروي عن أبي الدرداء موقوفاً ومرفوعاً وإسناده ضعيف جداً.
ولفت الشيخ مصطفى إلى أن الفقهاء اتفقوا على استحباب إحياء ليلة العيد بذكر الله، حتى ولو كان ذلك بمقدار بسيط، مؤكدًا أن صلاة العشاء والفجر في جماعة في ليلة العيد وفي يوم العيد تعادل قيام الليل كله.
كيف تواظب على الطاعة بعد رمضان؟
وقد موقع «الإسلام ويب» مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تجعل الإنسان يحافظ على الطاعة بعد رمضان، وأن يثبت ما بناه ولا ينقضه، من ذلك:
- الاستعانة بالله، وذلك بأن تعلم أن الذي أقامك لعبادته في رمضان هو الله، وهو وحده القادر على أن يعينك على المداومة والاستمرارية بعده، فليست الاستقامة قوة منك ولا قدرة فيك، وإنما هي منّة من الله، وهذا الاعتراف منك هو بداية الاستقامة، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا) رواه أبو داود.
- المجاهدة، وذلك بأن تعلم أن الاستقامة لا تتحصل بالركون إلى المضاجع، ولا بالاستمتاع بكل ما لذَّ وطاب من الشهوات والملذات، بل تأتى الاستقامة بالمجاهدة والمثابرة والمصابرة، حتى تأتي بأمر الله على تمامه، والذي قال فيه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69)، {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة:24).
- مرافقة أهل الطاعة، وهذا من أكبر العون والثبات عليها، وقد قال جعفر بن محمد: “كنتُ إذا أصابتني فترة جئت فنظرت في وجه محمد بن واسع، فأعمل بها أسبوع”.
اقرأ أيضا: هل الصيام مفيد للأطفال من الناحية النفسية؟.. طبيب يجيب (فيديو)
علامة قبول الأعمال الصالحة
وتحدث الشيخ مصطفى ثابت في برنامجه عن علامة قبول الأعمال الصالحة، مشيرًا إلى أنه يمكن للمسلم أن يعرف إذا كان الله قد تقبل صيامه وصلاته في رمضان من خلال استمراره في أداء الطاعات بعد رمضان، قائلا: “علامة قبول الطاعة هي الاستمرار فيها”.
الفرح في العيد
وفيما يتعلق بالفرح في العيد، أكد الشيخ مصطفى أن الفرح الحقيقي هو في الطاعة، مثل صلة الرحم، وإعطاء العيدية للأطفال، والاطمئنان على الأهل إذا كانوا بعيدين، مشيرا إلى أنّ الفرح يجب أن يكون مقرونًا بالطاعة، حتى لا نضيع الأجر الذي كسبناه في رمضان”.
صدقة الفطر في العيد
كما شدد الشيخ مصطفى على أهمية صدقة الفطر في يوم العيد، مؤكدًا أنها من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذا اليوم، حيث أنها تكمل أي نقص قد حدث في عبادات رمضان، قائلا: “ربنا سبحانه وتعالى يريد منا أن نكون مشفقين على الفقراء والمحتاجين، وهذا جزء من الطاعة التي نمارسها في العيد”.
الحذر من الإسراف والتبذير
وأشار الشيخ مصطفى إلى بعض العادات التي قد تكون خاطئة في يوم العيد، مثل الإسراف والتبذير في الطعام، موضحا أن من المستحب في العيد أن نتزاور ونعزم الناس ونأكل معًا، ولكن يجب أن ننتبه لعدم الإسراف في الطعام، حيث قد يتم إهدار الكثير منه بينما هناك فقراء في حاجة.
كما دعا الشيخ مصطفى الأسر إلى تعليم الأطفال كيف يقتصدون في مصروفاتهم ويشجعونهم على التصدق بما لديهم من عيديات.
الابتعاد عن إزعاج الآخرين
وتحدث الداعية الإسلامي أيضًا عن ضرورة تجنب إزعاج الآخرين، خاصة كبار السن، من خلال الألعاب النارية والمفرقعات، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إزعاج المسلمين وأذيتهم، مضيفا أنه يجب أن نكون حريصين على عدم إيذاء الآخرين في هذه الأيام المباركة.
المحافظة على الصلاة في أوقاتها
وفي ختام حديثه، شدد الشيخ مصطفى على أهمية المحافظة على الصلاة في أوقاتها، مؤكدًا أن الصلاة هي أعظم فرض فرضه الله على المسلمين، وأن الاستمرار في أداء الصلوات الخمس في أوقاتها يعد من أكبر علامات رضا الله عن العبد، ولذا لا ينبغي أن تنشغل فرحتنا بالعيد أو الزيارات عن أداء الصلاة في وقتها.
