يسعى الأطباء باستمرار إلى إيجاد بدائل غير جراحية لعلاج قصر النظر، خاصة للحالات التي لا تناسبها العمليات الجراحية، أو لتقليل الوقت والجهد المبذول، وفي هذا الإطار، أعلن فريق من الباحثين عن اكتشاف طريقة جديدة غير جراحية تعيد تشكيل القرنية باستخدام تيار كهربائي خفيف.
وأظهرت التجارب الأولية نجاح هذه الطريقة في علاج قصر النظر دون الحاجة إلى تدخل جراحي، ما يعد نقلة مهمة في تكنولوجيا تصحيح الإبصار، بحسب موقع “العربية”.
وتعرف التقنية الجديدة باسم إعادة التشكيل الكهروميكانيكي للقرنية (EMR)، وقد طورها باحثون من كلية أوكسيدنتال وجامعة كاليفورنيا، حيث تم عرض نتائجها خلال الاجتماع السنوي للجمعية الكيميائية الأمريكية لعام 2025.
دقيقة واحدة فقط.. بديل لعمليات الليزك
واكتشف الباحثون أن تمرير تيار كهربائي منخفض الشدة عبر قطب كهربائي مصمم على شكل عدسات لاصقة بلاتينية يؤدي إلى تغيير درجة حموضة أنسجة القرنية، ما يجعلها أكثر مرونة ويسمح بإعادة تشكيلها، وبمجرد إيقاف التيار وعودة درجة الحموضة إلى مستواها الطبيعي، تستعيد القرنية صلابتها من جديد
وتستغرق هذه العملية نحو دقيقة واحدة فقط، ولا تتطلب أي شقوق جراحية أو إزالة للأنسجة، ويعتقد الباحثون أن هذه التقنية قد تمثل بديلاً محتملاً لجراحة الليزك في المستقبل، رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولى ولم تُختبر إلا بشكل محدود
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور يوسف أبو زيد استشاري طب وجراحة العيون، في حديثه لموقع “الانفراد” أن فكرة البحث عن بدائل للجراحة ليست جديدة؛ فقد جرت محاولات سابقة باستخدام مواد معينة توضع على القرنية لتعمل على فردها وتقليل تحدبها، إذ إن مريض قصر النظر تكون قرنيته أكثر تحدبًا من الطبيعي، مما يسبب ضعف الرؤية.
طريقة أخرى لقصر النظر
وأوضح “أبو زيد” أنه هناك نوع خاص من العدسات يستخدم لإعادة تشكيل سطح القرنية؛ حيث يرتديها المريض أثناء النوم لتغيير شكل القرنية، ثم يخلعها عند الاستيقاظ ليتمكن من الرؤية نهارًا دون الحاجة إلى نظارة أو عدسات، إلا أن هذا الحل مؤقتًا ومرتفع التكلفة، وغالبًا ما يلجأ إليه للأشخاص تحت سن 18 عامًا.
وأضاف أن هذه التقنية غير متوفرة على نطاق واسع في مصر، بينما تنتشر أكثر في أوروبا والولايات المتحدة، كما أن بعض الأطباء لا يفضلون استخدامه.
اقرأ أيضًا: هل زوجة ماكرون رجل؟.. صحفية أمريكية تؤكد أن سيدة فرنسا ولدت ذكرا
هل تمثل التقنية أي خطورة على المريض؟
وأوضح استشاري طب وجراحة العيون أنه لا يوجد ضرر مباشر على الشخص، وهذه التقنية أشبه بالعلاج الطبيعي ولا تختلف كثيرًا عن حدوث كدمات بسيطة. لكنها قد تنجح مع بعض المرضى بينما لا تعطي النتائج نفسها مع آخرين، فهي ما زالت في مرحلة التجارب، وفي كل الأحوال تظل هذه الجهود محاولات تبشر بأمل جديد في التقدم والتطور الطبي.
