• Home  
  • العواصف تكشف كنوزا مخبأة تحت البحر.. الغواصون على موعد معها
- أهم القصص - منوعات

العواصف تكشف كنوزا مخبأة تحت البحر.. الغواصون على موعد معها

مع تصاعد موسم الأعاصير على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وعبر المحيط الأطلسي، يستعد السكان لمواجهة الفيضانات وتضرر السواحل، لكن بالنسبة للغواصين، ومحبي الغطس، وحتى زوار الشواطئ العاديين، فإن العواصف تحمل الكثير من الكنوز المخبأة تحت مياه البحر. هذه الكنوز تشمل حطام سفن عتيقة، وكنوز بحرية مدفونة منذ قرون، وأشياء أخرى قد تعيد كتابة التاريخ. مناطق […]

مع تصاعد موسم الأعاصير على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وعبر المحيط الأطلسي، يستعد السكان لمواجهة الفيضانات وتضرر السواحل، لكن بالنسبة للغواصين، ومحبي الغطس، وحتى زوار الشواطئ العاديين، فإن العواصف تحمل الكثير من الكنوز المخبأة تحت مياه البحر.

هذه الكنوز تشمل حطام سفن عتيقة، وكنوز بحرية مدفونة منذ قرون، وأشياء أخرى قد تعيد كتابة التاريخ.

مناطق الغرق الأكثر كثافة في العالم

ونقلا عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC فإن سواحل كارولينا الشمالية وبرمودا تعد من بين أكثر المناطق كثافةً بحطام السفن في العالم. ففي كارولينا الشمالية، التي تُعرف بـ”مقبرة الأطلسي”، هناك أكثر من ألف حطام مسجل لسفن تعود لفترات مختلفة، منها سفن الحرب الأهلية والغواصات الألمانية.

أما برمودا، التي تقع فوق منصة من الشعاب المرجانية، فقد غرقت بها أكثر من 300 سفينة منذ القرن الخامس عشر، مما يجعل مثلث برمودا واحدًا من أكثر مناطق حطام السفن كثافة في العالم.

مسؤول حماية الحطام في برمودا

يصف فيليب روجا، المسؤول الحكومي عن حماية حطام السفن في برمودا، الجزيرة بأنها “جزيرة الحطام”. ويشرح أن الجزيرة لم يكن بها سكان أصليون أو موارد طبيعية، لذا كانت كل سفينة تصل إليها بمثابة “متجر متكامل” يحمل كل ما تحتاجه.

على مر القرون، كان سكان برمودا يقومون بإنقاذ مواد ثمينة من تلك الحطام. اليوم، يراقب روجا أكثر من 40 موقعًا مفتوحًا للغوص ويعمل على رسم خرائط ودراسة المئات من الحطام الأخرى.

اقرأ أيضا: «سان مارينو».. دولة صغيرة بحجم قلعة في قلب إيطاليا يحكمها رئيسان

ويشير روجا إلى أن الأعاصير والأمواج يمكن أن تحرك حطام السفن بالكامل، كاشفةً عن الكنوز المدفونة. لذلك، يقول: “كل حطام تعتقد أنك تعرفه، سترغب في رؤيته مرة أخرى بعد الإعصار، إنه مزيج من الترقب والقلق”.

دور الغواصين المحليين وزوار برمودا

يتعاون روجا مع مراكز الغوص المحلية لمراقبة مواقع الحطام والإبلاغ عن اكتشافات جديدة، مما يعني أن الغواصين المعتمدين خلال موسم الأعاصير (من يونيو إلى نوفمبر تقريبًا) قد يكونون أول من يرى قطعًا أثرية لم تُشاهد منذ قرون.

يوضح روجا أن أي شيء بسيط مثل حذاء قديم أو علبة من الأنشوفة يمكن أن يساعد في تحديد هوية الحطام، كما يستذكر حادثة رجل محاسب كان يغوص بحثًا عن سرطان البحر واصطدم بحطام سفينة تدعى “العدالة” غرقت عام 1950.

لا حاجة لأن تكون غواصًا

في كارولينا الشمالية، كثير من الاكتشافات الحديثة لم تكن تحت الماء بل مدفونة تحت كثبان الرمال على الشاطئ، إذ دفنتها الرمال المتحركة بعد حوادث الغرق القديمة أو كشفتها العواصف الحديثة.

يذكر ستيفن أتكينسون، خبير حطام السفن والأثار البحرية، أن المشاة على الشاطئ كثيرًا ما يعثرون على هياكل خشبية تظهر بعد العواصف.

من بين هذه الاكتشافات، حطام “كورولا” في شمال أوتر بانكس، الذي عُثر عليه بعد عاصفة قوية، ويعتقد أنه أقدم حطام معروف في الولاية، تعود عملاته الذهبية إلى أوائل القرن السابع عشر، قبل اكتشاف حطام “انتقام الملكة آن” للقرصان بلاكبيرد في 1718.

تشجيع الجمهور على المشاركة

تدعو إدارة الموارد الطبيعية والثقافية في كارولينا الشمالية المواطنين إلى توثيق اكتشافاتهم وإبلاغها، مع ضمان الاحتفاظ بأسمائهم كأصحاب الاكتشاف، ويمكن لهم المشاركة بقدر ما يرغبون في البحث والدراسة.

يقول أتكينسون: “كان لدينا رجل يدعى سكوت سميث أبلغ عن حطام، فسمّيت في قاعدة بياناتي ‘حطام سكوت سميث”.

يستقبل أتكينسون تقارير من الناس أسبوعيًا، ويؤكد أن الصور والتقارير مهما كانت بسيطة تساعد في متابعة تأثيرات الحطام مع مرور الزمن.

كيف تخطط لرحلة استكشافية؟

لو كانت وجهتك إلى برمودا، فإن روجا ينصحك بالتواصل مع EcoDive Bermuda لتنظيم رحلات غوص مخصصة إلى مواقع أقل شهرة، والخريف هو وقت مثالي حيث يتداخل موسم الأعاصير مع موسم الركود السياحي، مما يمنح مراكز الغوص مرونة أكبر للرحلات المتخصصة.

أما لو كنت تنوي الذهاب إلى كارولينا الشمالية، فإن منطقة أوتر بانكس تتأثر أكثر من غيرها بالعواصف وتكشف عن العديد من الاكتشافات، ولذا يُنصح بتوثيق الصور مع تحديد الموقع الجغرافي وإرسالها إلى إدارة الآثار بالولاية. ويمكن زيارة متاحف مثل متحف البحار في كارولينا الشمالية أو متحف “مقبرة الأطلسي” لمعرفة المزيد.

اقرأ أيضا: جينوم أقدم رجل مصري يكشف معلومات مثيرة عن أصوله

وفي حال اتجهت إلى كارولينا الجنوبية، فإن شركة Charleston Fossil Adventures تدير رحلات بحثية أخلاقية عن الحفريات برفقة علماء حفريات، وتستهدف مناطق الحصى الكثيفة على طول الشواطئ.

البحث عن الكنوز بعد العواصف

تصف كاتي ليونز من Charleston Fossil Adventures البحث على الشواطئ بعد العواصف بأنه من أكبر عوامل جذب السياح، إذ تكشف العواصف عن حفريات نادرة، فبعد إعصار حديث، عثر فريقها على عظم ذراع لحيوان “ختم الراهب” من العصر الجليدي، الآن معروض في متحف محلي، ويجدون عشرات الحفريات في يوم واحد.

تشجع ليونز على البحث في أكوام الصخور والأصداف حيث تقوم الأمواج بفرز المواد حسب الحجم، مما يزيد فرص العثور على قطع أثرية أكثر في هذه المناطق.

حكاية صائد الكنوز الأشهر في برمودا

يعد تيدي تاكر أشهر صياد كنوز تحت الماء في برمودا، وهو مكتشف “صليب تاكر” المزين بالزمرد، الذي يعود لسفينة إسبانية من القرن السادس عشر وغُرق في 1950.

سرق الصليب قبل عرضٍ رسمي على الملكة إليزابيث في منتصف السبعينيات، ولم يُعثر عليه منذ ذلك الحين.

يقول روجا إن هذا الحدث جذب جيلًا جديدًا من الباحثين عن الكنوز، حيث بات الكثيرون من الغواصين هواة مؤرخين وباحثين بحريين. ويضيف: “أصبح من الممتع أن تكون جزءًا من قصة اكتشاف شيء ما بدلاً من أن يظل مجرد قطعة على الرف.”

نصائح للغواصين وهواة الاستكشاف

ينصح روجا الغواصين بعدم التركيز على المواقع الشهيرة فقط، بل بالاستكشاف على بعد مئات الأمتار بعيدًا عن الحطام المعروف، إذ توجد العديد من السفن الغارقة على أعماق تزيد عن 80 قدمًا في برمودا، والكثير منها لم يتم اكتشافه بعد.

المستقبل والتكنولوجيا في اكتشاف الحطام

مع تفاقم العواصف بسبب التغير المناخي، يتوقع الخبراء ظهور مزيد من الحطام، ما يفتح المجال أمام المزيد من الاكتشافات التي قد تعيد صياغة التاريخ البحري. كما تساهم التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات بدون طيار وبرامج رسم الخرائط تحت الماء في تسهيل عمليات البحث.

تظل القطع الأثرية الشهيرة مثل زجاجات النبيذ من حطام “ماري سيليست” (1864) مصدر إلهام وشغف لهواة البحث عن الكنوز.

يختم روجا حديثه بالإشارة إلى “ديك الديك الرومي” البرونزي الذي يزن 100 رطل ويعود لسفينة “كريستوبال كولون” التي فقدها تاكر في إحدى عمليات الإنقاذ المبكرة، ويقول: “إذا عثر عليه أحد، سيكون ذلك رائعًا حقًا.”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025