اجتاحت كميات كبيرة من الأمطار تعادل ما يسقط خلال عدة أشهر ولاية تكساس الأمريكية، في غضون ساعات قليلة فقط، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار وحدوث فيضانات مفاجئة قاتلة، وتجري حالياً عمليات إنقاذ من السيول وإخلاء للمواطنين في وسط ولاية تكساس صباح الجمعة.
الظروف تهدد الحياة
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في سان أنجيلو في تحذير شديد صباح الجمعة: “الظروف تهدد الحياة! لا تخرجوا إلى الطرقات.. توقعوا انهيار بعض الطرق وارتفاعاً سريعاً في منسوب الأنهار والجداول”.
وقد تحولت الفيضانات إلى مميتة في مقاطعة كير الواقعة على بُعد نحو 75 ميلاً غرب أوستن – صباح الجمعة.
وقوع ضحايا جراء الفيضانات
وأكد مكتب الشريف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا حدث فيضاني كارثي في مقاطعة كير. نؤكد وجود وفيات، لكننا لن نكشف المزيد من المعلومات حتى يتم إبلاغ ذوي الضحايا… المقاطعة بأكملها تشهد حالة طوارئ شديدة. نحث السكان على البقاء في منازلهم وعدم محاولة التنقل”.
وفي كيرفيل، مركز مقاطعة كير، أعلن العمدة جو هيرينج الابن حالة الطوارئ في المدينة صباح الجمعة بسبب الفيضانات الخطيرة.
شهدت المنطقة الممتدة من سان أنجيلو إلى كيرفيل هطول أمطار تراوحت بين 4 إلى 6 بوصات، بينما سُجلت تقارير عن هطول تجاوز 10 بوصات في بعض المناطق منذ مساء الخميس، ما دفع هيئة الأرصاد إلى إصدار عدة تحذيرات طارئة من الفيضانات المفاجئة مع بداية عطلة الرابع من يوليو.
وتُعد التحذيرات الطارئة من الفيضانات أقصى درجات التحذير من السيول، وقد أصدرت الهيئة خمسة منها على الأقل منذ الرابعة صباحاً (بتوقيت وسط أمريكا) في أجزاء من مقاطعات توم غرين، كير وكندال. وتضم سان أنجيلو، الواقعة في مقاطعة توم غرين، نحو 100 ألف نسمة.
وأكد مسؤولون في كيرفيل أن فرق الشرطة والإطفاء تقوم حالياً بعمليات إنقاذ في المياه العميقة، وتم إغلاق منتزهين بالمدينة بسبب الفيضانات. كما تم تنفيذ عمليات إخلاء بعد أن غمرت المياه الكبائن المستأجرة في منتزه كيرفيل-شراينر عند شروق الشمس يوم الجمعة.
وفي سان أنجيلو، أصدرت الشرطة تحذيراً تطالب فيه السكان بـالبقاء في منازلهم وتجنب التنقل، خاصة في وسط المدينة.
أمطار تفوق ما يسق طوال فصل الصيف
سقطت كمية من الأمطار تفوق ما يسقط عادة طوال فصل الصيف في بعض المناطق خلال ساعات قليلة فقط، ما أدى إلى تشبع التربة الجافة بسرعة وحدوث فيضانات شديدة. وتجدر الإشارة إلى أن وسط تكساس يُعاني حالياً من إحدى أسوأ موجات الجفاف في الولايات المتحدة، والتربة الجافة تكون أكثر عرضة للفيضانات السريعة.
وأفادت هيئة الأرصاد بأن قياسات منسوب المياه في نهر غوادالوبي قرب منطقة هنت في مقاطعة كير تشير إلى موجة فيضانية كبيرة وخطيرة تتحرك على طول النهر. فقد ارتفع منسوب النهر بمقدار 22 قدماً خلال ثلاث ساعات فقط، ليصل إلى ثاني أعلى مستوى مسجل له، قبل أن يتعرض جهاز القياس للتلف نتيجة الفيضانات.
وفي صورة نشرتها مدينة كيرفيل، ظهر نهر غوادالوبي المتضخم وهو يندفع أسفل جسر في المدينة صباح الجمعة.
تغير المناخ له الدور الأكبر
ووفقاً لدراسة حديثة، فقد ارتفعت معدلات هطول الأمطار في الساعة بنسبة تقارب 90% في المدن الأمريكية الكبرى منذ عام 1970، ما يعكس أحد الآثار الخطيرة لتغير المناخ الناتج عن التلوث بالوقود الأحفوري.