قدّم الشيخ محمد الجبالي، أحد علماء وزارة الأوقاف المصرية، حديثًا إيمانيًا بليغًا حول عظمة كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”، مبينًا أنها ليست مجرد عبارة تُقال باللسان، وإنما هي عقيدة راسخة، ومنهج حياة، ومفتاح للفلاح في الدنيا والآخرة.
أصل الدين وعمود الإسلام
أكد الجبالي عبر قناة الناس، أن كلمة التوحيد هي أعظم كلمة نطق بها الإنسان، وهي أساس الدين، وعمود الإسلام، وبها بُعثت الرسل، وأنزلت الكتب، وخلقت السماوات والأرض، كما نقل قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ [محمد: 19]، مشيرًا إلى أنها أول واجب على الإنسان، وآخر ما يُخرج به من الدنيا.
فضلها في السنة النبوية
استشهد الشيخ بعدة أحاديث نبوية تبين فضل كلمة التوحيد، منها قوله ﷺ: “من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة”، وقوله:
“أفضل الذكر لا إله إلا الله”، وقوله: “من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة”.
واستعرض قصة الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، حين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أمته سيُعرض عليه يوم القيامة 99 سجلًا من الذنوب، كل سجل مدّ البصر، ثم يُؤتى ببطاقة فيها “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، فترجح البطاقة ويثقل ميزانها، قائلًا: “فلا يثقل مع اسم الله شيء”.
شروط “لا إله إلا الله”
أوضح الشيخ أن الكلمة ليست عبارة تُردّد باللسان فقط، بل لها شروط لا تصح بدونها، كما ذكر العلماء:
-
العلم المنافي للجهل.
-
اليقين المنافي للشك.
-
القبول المنافي للرد.
-
الصدق المنافي للنفاق.
وأكد أن من آثار هذه الكلمة:
-
تحرير القلب من التعلق بغير الله،
-
وإخلاص التوكل والرجاء والخوف لله وحده،
-
وجمع كلمة الأمة وتوحيد صفوفها تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
دعوة في ختام الكلمة
في ختام كلمته، وجّه الشيخ محمد الجبالي دعوةً للمسلمين قائلاً: “فيا من تريد النجاة، أحيي قلبك بـ لا إله إلا الله، واجعلها منهج حياة، وذكرًا لك ولأهلك”، داعيًا الله أن يحينا عليها، ويميتنا عليها، ويحشرنا في زمرتها، قائلاً: “اللهم اجعل لا إله إلا الله آخر كلامنا من الدنيا، واجعلنا من أهلها”.
