انبعث من ثقب إكليلي ضخم في الغلاف الشمسي الخارجي تدفق سريع من الجسيمات المشحونة باتجاه الأرض، ويتوقع أن يصطدم هذا التيار من الرياح الشمسية، المعروف بتيار الثقب الإكليلي عالي السرعة (CH HSS)، بكوكبنا بسرعة هائلة، مما يُسبب العواصف الجيومغناطيسية أرضية من المستوى G2 (متوسطة الشدة).
العواصف الجيومغناطيسية
وتُعرف العواصف الجيومغناطيسية باضطرابات مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض، ناجمة عن انبعاثات هائلة للبلازما الشمسية. رغم أن العاصفة المتوقعة من مستوى G2 ليست الأقوى، إلا أنها قد تُسبب اضطرابات ملحوظة، مثل تقلبات طفيفة في شبكات الطاقة (خاصة في خطوط العرض العالية)، وتأثيرات على الأقمار الصناعية، وانقطاعات في موجات الراديو وخدمات GPS (خصوصًا قرب القطبين أو على ارتفاعات عالية)، قد يؤدي ذلك إلى أخطاء في التوقيت أو تحديد الموقع، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل».
وتتوقع التقارير الرسمية للطقس الفضائي استمرار العواصف الجيومغناطيسية من مستوى G2 حتى يوم السبت، قبل أن تضعف إلى مستوى G1 يوم الأحد، ومن المتوقع أن تشهد مناطق أبعد جنوبًا من المعتاد ظهورًا للشفق القطبي، وربما يصل إلى ولايات مثل ماين وميشيجان في الولايات المتحدة، بشرط توفر ظروف جوية مناسبة وانخفاض مستوى الإضاءة. ستكون أفضل مشاهدة للشفق القطبي في أقصى الشمال، خاصة في كندا.
الجيومغناطيسية
وتزداد شدة وتواتر الاضطرابات الجيومغناطيسية خلال ذروة النشاط الشمسي في الدورة الشمسية التي تستمر 11 عامًا، وفي هذه المرحلة، تصل ظواهر مثل البقع الشمسية (مناطق نشطة مظلمة على سطح الشمس)، والانفجارات الشمسية (انفجارات مفاجئة للطاقة)، والانبعاثات الكتلية الإكليلية (سحب ضخمة من الجسيمات المشحونة المنطلقة من الشمس) إلى أقصى حدّها، مما يؤثر على المجال المغناطيسي للأرض.
وخلال العواصف الجيومغناطيسية، تتجه بعض الجسيمات الشمسية نحو قطبي الأرض، حيث تتفاعل مع الغازات الجوية مسببة الشفق القطبي، وتشهد الأرض حوالي 360 عاصفة من مستوى G2 خلال دورة شمسية واحدة، وكانت الأرض قد تعرضت لتأثير نفس الثقب الإكليلي تقريباً في 4 و 5 يونيو 2024، مما أدى لعاصفة جيومغناطيسية من مستوى G2 استمرت عدة أيام.
وحذّر العلماء من عدم استعداد البشرية للطقس الفضائي المتطرف، وقد كشفت تدريبات طارئة محاكاة لعواصف جيومغناطيسية كبيرة عن نتائج مقلقة، وأظهرت هذه التدريبات سيناريوهات كارثية تتضمن انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء والاتصالات عبر الولايات المتحدة، وصولاً إلى انقطاع شامل للإنترنت نتيجة لعاصفة شمسية هائلة. في أحد السيناريوهات، استمر انقطاع التيار الكهربائي في الساحل الشرقي لأسابيع، مع تعطّل السكك الحديدية وخطوط الأنابيب، مما تسبب في اضطرابات سفر حادة وارتفاع في أسعار الغاز. وتُبرز هذه التدريبات الحاجة الملحة للتحضير بشكل أفضل للظواهر الجوية الفضائية المتطرفة.