هاجمت الكاتبة الأمربكية مورين داود بشدة تجربة إيلون ماسك في العمل الحكومي، معتبرة أنه دخل واشنطن كمن يحمل منشارًا كهربائيًا لتقليص حجم الإدارة الفيدرالية، لكنه غادرها بكدمة في عينه، في إشارة ساخرة إلى ظهوره في حفل توديعه بالبيت الأبيض مصابًا في وجهه، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».
الكاتبة الأمريكية تسخر من ترامب وماسك
في مقالها بصحيفة نيويورك تايمز، رأت مورين أن المهمة التي أوكلت لماسك، والمتمثلة في «إصلاح الكفاءة الحكومية»، اتسمت بالقسوة والتهور، بل وبدت كما لو كانت تحت تأثير مهلوسات، في إشارة إلى تقارير تتحدث عن تعاطي ماسك المفرط لمواد مخدرة.
وسخرت الكاتبة من نتائج تلك المهمة، قائلة إنها لم تحقق قيمة حقيقية، بل خلقت حالة من الفوضى، مشابهة لما أحدثته قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية.
ووجهت داود نقدًا لاذعًا لترامب، واصفة إياه بـ«الرجل الذي أفلس ست مرات ولا يكترث للإنفاق»، معتبرة أن تفويضه لماسك بطرد عدد كبير من الموظفين الفدراليين كان مدفوعًا برغبة في الانتقام من البيروقراطية أكثر من كونه سعيًا حقيقيًا للإصلاح.
إعادة صياغة مفهوم الجريمة بما يخدم مصالحه
أكدت الكاتبة، أن ترامب، يهتم كثيرًا بالانطباع الظاهري أكثر من الواقع، مشيرة إلى أنه يحاول إعادة صياغة مفهوم الجريمة بما يخدم مصالحه، من خلال استخدام سلطته للعفو عن مقربين منه، وتهميش جرائم مثل الفساد والاحتيال، وفي المقابل اتهام خصومه السياسيين بصفات إجرامية.
وفي إطار نقدها للعلاقة بين ترامب وماسك، وصفتها بأنها من «أكثر العلاقات الرومانسية تدميرًا» في تاريخ الحكومة الأمريكية، خاصة بعدما بلغت ذروتها حين عبّر ماسك علنًا عن إعجابه بترامب عبر منصة «إكس»، ورد الأخير بتقديم سيارات تسلا أمام البيت الأبيض.
وأشارت داود إلى أن ماسك بدا غير مقتنع بأنه أحدث «تحولًا كبيرًا» في تجربته الحكومية، حيث اعترف لاحقًا بأن حلمه بتقليص تريليون دولار كان مجرد وهم، واصفًا مهمة تغيير العاصمة واشنطن بأنها «غاية في الصعوبة».
ولم تخلُ لحظات الوداع من الجدل، حيث تهرّب ماسك من سؤال حول مقال يتحدث عن إدمانه للكيتامين وعقاقير النشوة، رغم أنه كان يمتلك حينها نفوذًا كبيرًا في الحكومة بفضل دعم ترامب.
ولمّحت داود إلى أن سلوك ماسك غير المألوف من استخدام المنشار الكهربائي، وقفزاته الغريبة، وكثرة إنجابه، وحتى إيماءاته ذات الطابع النازي ربما تفسرها حالته النفسية أو تعاطيه لتلك المواد.
سبب كدمة عين إيلون ماسك
وحين سأله أحد الصحفيين عن سبب الكدمة في عينه، أجاب مازحًا بالإشارة إلى فيديو يظهر ماكرون يتلقى صفعة من زوجته، ثم أوضح لاحقًا أن ابنه «إكس» هو من وجه له لكمة أثناء المزاح.
وختمت مورين داود مقالها بالقول، إن ماسك جاء إلى واشنطن وهو يحمل شعار وادي السيليكون «تحرك بسرعة وحطّم كل شيء»، لكنه في النهاية لم يُحطم سوى سمعته.
