في لقاء مؤثر، تحدث الدكتور عمر الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر قناة “الناس”، عن المعاني العميقة ليوم عرفة، وسبب تسميته بهذا الاسم، مؤكدًا أن هذا يوم عرفة ليس مجرد وقوف عند جبل، بل هو لحظة ميلاد جديد للقلوب الباحثة عن الله.
لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم؟
وأشار الورداني إلى أن اسم “عرفة” يحمل في طياته أبعادًا معرفية وروحية عظيمة، قائلًا إن البعض يرجعه إلى تعرف سيدنا آدم على السيدة حواء، لكن الأهم من ذلك هو اتصال الاسم بكلمة “المعرفة”، وهو ما يجعل من يوم عرفة يومًا للتعارف مع النفس، ومع الله، ومع حقيقة الحياة.
اقرأ أيضا:
جدول أعمال يوم عرفة بالتوقيتات.. خطوات روحية تبدأ مع الفجر (فيديو)
خماسية عرفة: طريق القلب إلى الله
ولخّص الدكتور الورداني الطريق الأمثل للاستفادة من يوم عرفة في خماسية روحية تبدأ من الداخل وتنتهي باليقين، قائلًا:
-
التعرف: أن يتعرف الإنسان على نفسه من جديد، بعد أن ينزع عنه كل الألقاب والصفات الظاهرة، ليقف أمام ربه مجردًا، فقيرًا، محتاجًا، وهنا تتجلى الشهادة: “لا إله إلا الله”، لا للهوى، لا للجاه، لا للشهوة.. الله وحده هو الإله المستحق للعبادة.
-
التعريف: بعد أن تعرف نفسك من عند الله، تُعيد تعريف ذاتك كـ”عبد” لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، بل كل شيء موصول بمدد الله.
-
الاعتراف: الاعتراف بنعمة الحياة، والرزق، والهداية، فـ”له الملك وله الحمد”، وهو وحده المتصرف في شؤونك.
-
العرفان: لحظة الامتنان الحقيقية التي يذوب فيها القلب شكرًا لله، فتخرج الكلمات صادقة: “الحمد لله”.
-
المعروف: ثم تصل إلى اليقين الكامل أن الله “على كل شيء قدير”؛ فيزيل آلامك، ويحقق آمالك، ويطمئن قلبك بأنه لن يخذلك أبدًا.
رسائل إيمانية في يوم لا يتكرر
ووجّه الدكتور الورداني رسائل عميقة لمن يعانون الشعور بالوحدة أو الضياع، قائلًا:
“من شعر أنه وحيد، فإن يوم عرفة يغيّر هذا الإحساس تمامًا، لأنك تعيد تعريف نفسك كعبد لرب لا يتركك ولا يتخلى عنك”.
وأضاف: “من علامات صدق حب الله أن يحررك من كل أسر، فتتلذذ بالأسر إلى جنابه، وأن يجبر فيك كل كسر، فتنكب منكسراً على عتابه”.
اقرأ أيضا:
في يوم عرفة.. دعاء المحبة والأنوار الإلهية يشمل كل احتياجاتك «فيديو»
وختم الورداني حديثه مؤكدًا أن من أراد أن يعرف حقيقته، ويولد من جديد، فعليه أن يدخل يوم عرفة بهذه الخماسية: تعرف، فتعريف، فاعتراف، فعرفان، فمعروف.. وحينها، يُعرف في الملأ الأعلى بأنه عبدٌ عرف نعمة الله فعاش بها، وعرف بين أهل الأرض والسماء بأنه وُلد من جديد في عرفات.