في واقعة طبية نادرة، استيقظت سيدة فرنسية تُدعى “ليتيسيا”، من عملية جراحية لاستئصال اللوزتين لتجد نفسها تتحدث بلكنة بريطانية غريبة، تشبه إلى حد كبير طريقة كلام شخصية “ديل بوي” الشهيرة، التي أداها المطرب ديفيد جيسون، في المسلسل البريطاني الكوميدي Only Fools and Horses.
“ليتيسيا”، التي تبلغ من العمر 47 عامًا وتقيم في منطقة سارت غرب فرنسا، لا تزال تتحدث لغتها الفرنسية الأم بطلاقة، ولكن بات صوتها الآن يحمل نبرة إنجليزية واضحة، ما جعل من يسمعها يعتقد أنها بريطانية، رغم أنها لا تتحدث الإنجليزية إلا في حدود ما تعلمته بالمدرسة.
متلازمة اللكنة الأجنبية
الأطباء أكدوا إصابة “ليتيسيا” بما يُعرف بـ”متلازمة اللكنة الأجنبية” أو “Foreign Accent Syndrome”، وهي حالة نادرة تحدث عادة بعد إصابات في الدماغ أو عمليات جراحية تؤثر على المناطق المسؤولة عن النطق.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف سرا غريبا في القطط البرتقالية.. هل كلها من الذكور؟
وقال الفريق الطبي إن منطقة في دماغها “أصبحت أقل تغذية بالدم” أثناء الجراحة، وهو ما قد يكون أدى إلى تغير في مركز النطق، وبالتالي ظهور اللكنة الجديدة.

تجربة صادمة بعد العملية
تقول “ليتيسيا”: “استيقظت من العملية وبدأت أتحدث، لاحظت على الفور أن شيئًا غريبًا يحدث، لكن عندما أخبرت الطبيب أن هناك خطبا ما، لم يصدقني وقال إن كل شيء طبيعي. وبعدها خرجت من المستشفى باكية”.
الصدمة لم تكن طبية فقط، بل اجتماعية أيضًا، فخلال جائحة كورونا، حيث كانت قيود السفر صارمة، بدأت “ليتيسيا” تواجه مواقف محرجة بسبب لكنتها الإنجليزية: “كان الناس ينظرون إليّ وكأنني دخيلة. شعرت أنني غريبة في بلدي”.
الممرضات اعتقدن أنها أجنبية
الأمر ازداد غرابة عندما أخطأ الطاقم التمريضي في المستشفى وظن أنها “أنجلو-ساكسونية”، نظرًا لنبرتها التي تحاكي سكان جنوب لندن، حتى إن بعضهم سألها عن بلدها الأصلي.
و”ليتيسيا”، رغم كل ذلك، لم تفقد حس الدعابة، وقالت ساخرة: “أنا لا أفهم حتى كل ما أقوله، خاصة حين أسمع نفسي كأنني أحد شخصيات الكوميديا البريطانية”.
حالة طبية نادرة
بحسب المختصين، تم توثيق عدد محدود جدًا من هذه الحالات حول العالم، وغالبًا ما تكون نتيجة خلل عصبي أو سكتات دماغية أو إصابات دماغية خفيفة.