“توفي صباح السبت، 24 مايو 2025، القارئ الشيخ السيد سعيد، الملقب بـ”سلطان القراء”، عن عمر ناهز 82 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي.
وأعلنت أسرة الشيخ نبأ الوفاة، مشيرة إلى أن حالته الصحية كانت قد تدهورت خلال الأشهر الأخيرة، رغم انتظامه في جلسات الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيًا.
ونعت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم في مصر الراحل، مقدمة العزاء لجمهور محبيه والأمة الإسلامية.
بدايات متواضعة ونبوغ مبكر
ولد الشيخ السيد سعيد في قرية كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط، حيث بدأ حفظ القرآن الكريم في سن السابعة داخل كتاب قريته، ورغم عدم التحاقه بأي معهد ديني، برز صوته المميز منذ الصغر، وكان أول أجر يحصل عليه مقابل تلاوته هو 25 قرشًا، حين كان لا يزال طفلًا.
اقرأ أيضا: في ذكرى وفاته.. محطات من حياة الشيخ الطبلاوي مع القرآن
انطلقت مسيرته المهنية الحقيقية من محافظة دمياط، ومنها ذاع صيته في مختلف المحافظات، ليشق بعدها طريقه نحو العالم الإسلامي، ويصبح أحد أعلام التلاوة الحديثة.
“اقرأ بصوتك”.. نصيحة غيّرت المسار
يحكي الشيخ، في أحد لقاءاته النادرة، أن تحولًا كبيرًا طرأ على مسيرته حين نصحه أحد المشايخ بعدم تقليد الآخرين.
قال له حينها: “صوتك حلو ومميز.. اعمل لنفسك صوت خاص بيك”. كانت تلك الكلمات نقطة التحول التي قرر بعدها أن يصنع لنفسه أسلوبًا فريدًا، وهو ما جعله لاحقًا يُلقّب بـ”سلطان القراء”.
الحضور الغائب
رغم ابتعاده عن المحافل والقراءة المباشرة خلال السنوات الأخيرة نتيجة المرض، ظل صوت الشيخ حاضرًا في الإذاعات والاحتفالات والمناسبات الدينية، وقد ظهر في رمضان قبل الماضي عبر أحد المنصات الإخبارية، ليطمئن جمهوره برسائل مليئة بالأمل والإيمان، مؤكدًا أن المرض لن يطفئ حبّه للقرآن.
إرث لا يُنسى
على مدار أكثر من 60 عامًا، قدم الشيخ السيد سعيد نمطًا فريدًا في التلاوة، بصوت جهوري وإحساس عالٍ في الأداء، جعل له مكانة خاصة بين القراء الكبار.
وقد أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يرى من بين الجيل الجديد من استطاع أن يكرر أسلوبه أو يصل إلى مستواه، داعيًا القراء الشباب إلى التميز بصوتهم لا تقليد غيرهم.
وداعًا “سلطان القراء”
برحيل الشيخ السيد سعيد، تفقد مصر والعالم الإسلامي أحد أبرز رموز تلاوة القرآن في العصر الحديث، ورغم غيابه الجسدي، يبقى صوته محفورًا في ذاكرة محبيه، وتسجيلاته تملأ المساجد والبيوت، شاهدة على رحلة طويلة من العطاء والإخلاص لكتاب الله.