شهدت جزيرة كريت مؤخرًا وقوع زلزالين أثارا القلق والتساؤلات حول ارتباطهما، واحتمالية حدوث زلازل أخرى في المنطقة.
وبينما يؤكد الخبراء أن الزلزالين وقعا بشكل منفصل، إلا أنهما ينتميان لمنطقة نشطة زلزاليًا بسبب التقاء اللوحين الإفريقي والأوروبي في ما يُعرف بـ”القوس الهيليني”.
ما هي توابع الزلازل؟
أوضح معهد البحوث الفلكية والجيوفيزياقية، ، أن توابع الزلازل هي هزات أرضية أقل قوة تحدث بعد الزلزال الرئيسي، وغالبًا ما تقع في نفس المنطقة، وتُعد هذه التوابع أمرًا طبيعيًا، إذ تساعد الأرض على تفريغ ما تبقى من طاقة بعد الهزة الكبرى.
ويشير العلماء إلى أن لهذه التوابع أهمية كبيرة، فهي دليل على أن الزلزال الأكبر كان الحدث الرئيسي، كما تساعد في فهم طبيعة الفوالق الأرضية التي تحركت، وتساهم في تقدير احتمالات الزلازل المستقبلية وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر.
هل يمكن رصد التوابع الصغيرة من مسافات بعيدة؟
وأكد معهد البحوث أن التوابع ضعيفة جدًا في الغالب، وقد تكون أقل من 2 على مقياس ريختر، وهو ما يصعّب رصدها من مسافات بعيدة مثل 500 كيلومتر، ولهذا، تعتمد عمليات الرصد على وجود شبكة أجهزة قريبة من مركز الزلزال للحصول على بيانات دقيقة، يتم تحليلها بشكل مستمر.
هل الزلزالان مرتبطان ببعضهما؟
رغم قرب توقيت ومكان حدوث الزلزالين، إلا أن التحليلات أكدت أن كلاً منهما وقع بشكل منفصل، لكن وجودهما في منطقة نشطة زلزاليًا، حيث تنزلق الصفائح التكتونية الإفريقية تحت الأوروبية، يجعل من تكرار مثل هذه الزلازل أمرًا واردًا.
هل نشهد زلازل أخرى الفترة المقبلة؟
حتى اليوم، لا يمتلك العلم القدرة على التنبؤ بموعد حدوث الزلازل بشكل دقيق، إلا أن المتابعة المستمرة لحركة الصفائح والنشاط الزلزالي تُمكن الباحثين من فهم أفضل لما يجري والاستعداد لمخاطر محتملة، بهدف تقليل الأضرار والخسائر.
وفي ظل هذا النشاط، تبقى اليقظة والتأهب أساسيين في التعامل مع أي مستجدات زلزالية قد تشهدها المنطقة.
