في منتصف ليلة الخامسة عشرة من شهر يوليو عام 2017 رجع أب يسكن في منطقة محرم بك بمحافظة الإسكندرية من عمله، يدق الباب فتخرج الزوجة لكي تفتح له قائلة له: «لماذا تأخرت» فلم يرد علبها وطلب منها أموالا ولكنها رفضت، فبدأت بينهما مشاجرة انتهت بضرب الزوج لزوجته حتي استيقظ الابن صاحب الـ 15 سنة.
يخرج الابن علي صوت بكاء الأم ليري والده يصرخ بوجهها بعد أن ألقاها علي الأرض، ينظر إلي أمه نظرة إشفاق ودموعه تنسكب، وفي وهلة دون وعي منه يجري إلى المطبخ ويستعين بسكينة ليطعن والده بها عدة طعنات حتى أودى بحياته.
كتم جريمة محرم بك
تصرخ الأم في وجه ابنها وتقول لماذ فعلت ذلك «هنعمل إي في المصيبة دي» وبعد تفكير صامت تقرر الأم كتم الجريمة وإخفائها، واتفقت مع ابنها على دفن الجثة بالمنزل، وأمرت الابن بحفر حفرة في إحدى غرف المنزل لينزلا بها المجني عليه، ومنذ ذلك الحين أُخفيت الجريمة وهم لا يبالون.
اقرأ أيضا: اندلاع حريق هائل في شونة كتان بالغربية.. التفاصيل والأسباب
ولكي يؤكدوا على إخفاء جريمتهم أخبروا أهالي المنطقة والجيران بأن الزوج قد سافر إلي إحدى دول الخليج، وظلوا يعيشون فوق الجثمان المدفون بالشقة قرابة 8 سنوات، حتى خرجت ابنة المتوفى عن صمتها.
البنت تكشف التفاصيل
في يوم الخميس الموافق الثامن من شهر مايو الجاري 2025 تأتي ابنة المجني عليه إلى قسم شرطة محرم بك بمدرية أمن الإسكندرية بعد أن طفح الكيل بها وأصبحت غير قادرة علي الكتمان لتبلغ رئيس المباحث بما حدث منذ 8 سنوات.
علي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الجريمة، وصلت القوات وفرض رجال المباحث كردونا أمنيا في محيط العقار، ودخل رئيس المباحث إلى الشقة مكان الواقعة، وهي عبارة عن شقة تبلغ مساحتها قرابة 110 أمتار مكونة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ.

في تلك الأثناء ظهرت علامات الخوف على الأم وابنها، وكأن عينيهما تتحدثان للفتاة: «هو أنتِ بلغتني عننا»، وبدون مقدمات أشارت الفتاة إلى مكان المقبرة التي دُفن فيها والدها، قائلة: “قتلوه ودفنوه هنا وحطوا عليه سيراميك، وبقالهم 8 سنين عايشين حياتهم على جثته”.
اعترافات الزوجة
وبمقابلة الزوجة قالت إنّ زوجها كان دائم الاعتداء عليها بالضرب والسباب أمام أبنائهما: «يوم الجريمة كان منتصف شهر يوليو قبل 8 سنين وتحديدا في 2017، حضر زوجي من الخارج، وكان عايز فلوس وفضل يضربني قدام ابني، ولما شافني وأنا بعيط وبصرخ، داخل المطبخ ومسك السكنية وطعنه لحد ما مات في إيده، وبعدين فكرت أنا وهو نتخلص من الجثة وحفرنا حفرة ودفناه فيها، بس ده كل اللي حصل».
وبينما كان رئيس المباحث يستعرض اعترافات الأم بالجريمة أمام محقق النيابة، كان العمال قد تمكنوا من استخراج رفات الضحية، وبدأ الطبيب الشرعي فحصها، وأكد أنّ الضحية قتل طعنا.
وأكد الابن ما جاء على لسان والدته أثناء مناقشته أمام محقق النيابة ورئيس المباحث، وعلى الفور أمر المحقق بالتحفظ عليهما والقبض عليهما، واتجهت القوة إليهما وتحفظت عليهما ووضعت في أيديهما الكلبش، وتم ترحليهما إلى النيابة العامة للاستجواب بشأن ملابسات الواقعة بالكامل، واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية لبيان التصور الكامل للجريمة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.