• Home  
  • «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم».. تفسير الآية الكريمة (فيديو)
- أخبار

«فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم».. تفسير الآية الكريمة (فيديو)

من المشاهد التي لا يُخطئها القلب حين يراها: أفئدة المسلمين وهي تهوي شوقًا إلى البيت الحرام، وكأنها تستجيب لدعوة قديمة خالدة دعا بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، حين قال كما ورد في القرآن الكريم: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37]. تفسير الآية الكريمة وأكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن […]

من المشاهد التي لا يُخطئها القلب حين يراها: أفئدة المسلمين وهي تهوي شوقًا إلى البيت الحرام، وكأنها تستجيب لدعوة قديمة خالدة دعا بها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، حين قال كما ورد في القرآن الكريم: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37].

تفسير الآية الكريمة

وأكد الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن هذه الدعوة العظيمة لم تكن مجرد طلب بزيارة مكان، بل دعاء بتعلق القلوب واشتياق الأرواح، وهو ما عبّر عنه ابن عباس رضي الله عنهما بتفسيره للآية قائلًا: «تحنّ إليهم».

وأضاف أن التعبير بـ«من الناس» وليس «الناس» يعني أن هذا الشوق سيختص به المؤمنون دون غيرهم، ولو قيل «أفئدة الناس» لاحتج اليهود والنصارى أن القلوب جميعها تهوي إليه.

الله هو الداعي.. والحج استجابة

وأضاف الدكتور أحمد الرخ، عبر شاشة قناة الناس، أن الحج ليس رحلة تنظّمها جهة أو هيئة، بل دعوة مباشرة من الله عز وجل، فقد قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ [الحج: 27]، فالمؤذن هو إبراهيم عليه السلام، والمستدعي هو الله سبحانه وتعالى.

وتابع: من يُلبّي تلك الدعوة فهو في ضيافة الرحمن، كما جاء في الحديث الشريف: «الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم».

وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل: «إن عبدًا صححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ، لمحروم».

اقرأ أيضا: ما هي شروط وجوب الحج ومتى تتحقق الاستطاعة؟.. فيديو

من زيارة البيت إلى لقاء صاحب البيت

الحاج لا يفِد إلى البيت الحرام فقط، بل يزور صاحب البيت، فحتى وإن لم يَرَ الله تعالى في الدنيا، فإن هذه الرحلة الروحية تبعث فيه الشوق ليومٍ تُرفع فيه الحجب، ويرى وجه الله الكريم في الجنة، كما وعد تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26]، حيث فسّرها العلماء بأن «الحسنى» هي الجنة، و«الزيادة» هي النظر إلى وجه الله تعالى.

مواضع العبرة.. ودموع الشوق

من يُقبّل الحجر الأسود يتذكّر أن النبي ﷺ قبّله، فيغمره شعور عميق بالوصال. وقد روى عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل الحجر وسجد عليه، فبكى عمر بن الخطاب عند رؤيته للمشهد، فقال له النبي: «يا عمر، هاهنا تُسكب العبرات».

إنها أماكن لها رهبة، فيها تفيض القلوب بالخشوع، وفيها يستشعر المسلم أنه أقرب ما يكون إلى الله عز وجل.

النبي ﷺ على عرفات.. مشهد لا يُنسى

كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يدعو ويتذلل إلى الله كالمسكين المستعطف، وكأن هذا الموقف يُعلّم الحجيج كيف يكون الدعاء، وكيف يكون التضرّع. والواقف على نفس الصخرة، يسكب دمعه حيث سكب النبي، فيسعد سعادة لا شقاء بعدها، كما قالوا.

الحج ليس مجرد سفر بل لقاء روحي

الحج ليس مجرد تنقل بالأجساد، بل هو رحلة روحية إلى الله. لا يُكتب ثوابها إلا لمن حضر بقلبه وروحه، واشتاق شوقًا صادقًا لهذه الزيارة. إنها ضيافة لا تُرد، وسعادة لا توصف، وقُرب لا يُقدّر بثمن.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع «الانفراد» لعام 2025