انتشر خلال الأيام القليلة الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة تقول إنها رصدت في مدرسة إعدادية مشتركة، قيام طالب وطالبة في الصف الأول الإعدادي بكتابة قسيمة زواج عرفي بينهما في ورقة من كراسة الدراسة الخاصة بأحدهما، وكتب عليها الطالب إقرارًا بزواجه من الطالبة، وقاما بالتوقيع على الورقة من الجانبين، وكأنهما أتما عقد زواج عرفي.
جواز عرفي في مدرسة إعدادية
وأضافت السيدة قائلة: «اللي بنقوله ده مش خيال، دي حقيقة حصلت في مدرسة إعدادية فعلًا.. الأولاد والبنات دلوقتي، حتى في مراحل عمرية صغيرة زي أولى إعدادي، بدأوا يتعاملوا مع العلاقات العاطفية على إنها ارتباط وحب، وفي بعض الأحيان بيتصوروا إن كتابة قسيمة جواز هتخلي العلاقة دي شرعية أو حلال».
وشارت إلى أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل إنّ بعض الطلاب يتجاوزون حدود العلاقة الطفولية، ويصدقون أنهم متزوجون فعلًا، وبالتالي من حقهم القيام بتصرفات أكبر تحت مسمى الجواز.
وفي الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، تابعت السيدة الأربعينية قائلة: «الموضوع مش مجرد “حركة عيال” ولا هزار، اللي بيحصل ده نتيجة لتأثير السوشيال ميديا والتكنولوجيا المفتوحة في إيد أطفال صغيرين، كتير منهم عندهم حسابات على فيسبوك وتيك توك، وبيشوفوا محتوى غير مناسب، بيأثر على تفكيرهم وسلوكهم من غير ما حد يوجههم أو يوعيهم».
وحذرت من أن المشكلة ليست في مثل هذه الحادثة الفردية، بل إن المشكلة الحقيقية، تكمن فيما قد يحدث بعد أن يقتنع مثل هؤلاء الأطفال أنهم متزوجون فعلا، مما قد يؤدي إلى جسيمة تحت مسمى الحب أو الجواز، من غير وعي أو إدراك بخطورة ما يفعلونه.
واختتمت حديثها بمؤكدة أن هذا ليس مجرد كلام عابر، بل هو أمر يحدث بالفعل في مدارسنا، ولذا شددت على كل ولي أمر بأن يكون رقيبا على أبنائه، وينصحهم ويسمع منهم، قائلة: «ماينفعش نغفل عن اللي بيحصل ونقول “عيال وهتهزر”.. لأ ده مؤشر خطر جدًا بيقول إننا محتاجين نراجع تعاملنا مع ولادنا، ونرجع نكون قريبين منهم أكتر من السوشيال ميديا والناس اللي بتأثر فيهم من بعيد».
الداخلية: لا صحة لادعاءات السيدة
وبعد الانتشار الكبير لمقطع الفيديو، أجرت وزارة الداخلية تحقيقاتها، للوصول إلى حقيقة ما أدعته السيدة في المقطع المنتشر، مشيرة إلى أن نتائج الفحص بينت عدم صحة ما تم نشره وعدم وجود ثمة بلاغات أو وقائع في هذا الشأن.
وأوضحت وزارة الداخلية أن حقيقة الواقعة تتمثل في نشوب مشاجرة بين السيدة التي نشرت الفيديو وهي مقيمة بمحافظة الشرقية، ومسئولي شؤون الطلبة بإحدى المدارس الإعدادية المشتركة بالشرقية، أثناء قيامهما بتقديم أوراق نجلها للالتحاق بالمدرسة؛ لعدم استيفائها الأوراق المطلوبة.
اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه السيدة
وتابعت الوزارة في بيانها أن السيدة قامت على إثر ذلك بنشر مقطع الفيديو المشار إليه في إطار الضغط على إدارة المدرسة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها لادعائها الكاذب.