تناولت نهاد رمضان، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عددا من القضايا التي تتعلق بالمسلمين حول العالم، وناقشتها من جوانب دينية واجتماعية، بينها الإجابة على سؤال هل يجوز التعليم في مدارس غير المسلمين؟
وأوضحت في برنامجها «قضايا المسلمون حول العالم» المذاع عبر قناة الناس، أن المسلمين في مختلف بلدان العالم، يطرحون العديد من الأسئلة التي تخص أمور دينهم، التي تتعلق بالعقيدة والمعاملات والأخلاق والعبادات.
هل يجوز أن نعلم أولادنا في مدارس غير المسلمين؟
وأجابت نهاد رمضان على هذا السؤال، بقولها إنّ مما هوا مقرر أن الوسائل لها أحكام المقاصد والنوايا، ما لم تكن الوسيلة محرمة في نفسها، فمتى كان كل شيء وسيلة لأمر مشروع أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمر منهي عنه أخذ حكمه، ومعنى ذلك أنه لا مانع شرعا من التعلم في هذه المدارس ما دامت النية سليمة.
من المؤكد أن هناك العديد من العلوم لا بد من تعلمها إما لحماية الوطن أو لإفادة المسلمين على مستوى المجالات الطبية والتقنية.
وقد حث الشرع على التواصل العلمي والحضاري والاستفادة من خبرات الآخرين النافعة وتجاربهم المفيدة حتى ولو كانوا على غير ديننا، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة منها أن سليمان الفارسي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب أن يتخذ خندقاً حول المدينة ولم يكن ذلك معروفاً عند العرب.
فضل طلب العلم
وأضافت نهاد رمضان أن الإسلام حث على طلب العلم، ورغب فيه، وأعلى شأن طالبيه، فقال تعالى:«يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ».
وذكرت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنّ من أدلة السنة التي تحث على العلم وأجر تعلمه، ما ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال:«من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة».
وقال أيضا: «إن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السموات والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب»، و«إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر»، أخرجه ابن ماجه في سننه.